عاد الحديث مجددًا عن مشروع “كوستا كوراليس جندوبة-طبرقة”، الذي يُعد من أبرز المشاريع الاستثمارية المعلنة في الشمال الغربي، بعد سنوات من الجمود بسبب تعقيدات إدارية وعقارية حالت دون انطلاقه الفعلي، رغم تقديمه لأول مرة في ديسمبر 2016.
ويطمح هذا المشروع السياحي المتكامل، الذي يمتد على مساحة تقارب 140 هكتارًا، إلى تحويل جهة جندوبة إلى قطب سياحي واقتصادي رائد، باستثمار إجمالي يُقدّر بـحوالي 2000 مليون دينار، وبدعم من مجموعة من المستثمرين المحليين في إطار جمعية “استثمار وتنمية جندوبة 2050″، التي أنشأت بدورها شركة خاصة لتأمين التمويل والتسيير.
ويتضمن المشروع في مرحلته الأولى، التي يُنتظر أن تمتد بين 10 و15 سنة، مجموعة من المكونات المتكاملة، من بينها مركز طبي متطور، ونُزل فخم من فئة خمس نجوم، وفضاءات ترفيهية كبرى تشمل حديقة مائية، وتلفريك بطول 1.5 كلم، وحديقة مغامرات، إلى جانب مركز تجاري وممشى بحري بطول 1.2 كلم، بالإضافة إلى مزرعة تعليمية بيئية.
ورغم الوعود السابقة التي طُرحت في مناسبات سابقة، خاصة خلال عرض المشروع سنة 2019 أمام عدد من نواب الجهة ووالي جندوبة وممثلين عن وزارة السياحة، فإن المشروع ظل معطلاً بفعل صعوبات تتعلق بالحصول على التراخيص الضرورية والانتهاء من الإجراءات العقارية.
وفي تصريحات إعلامية، شدد سعد الله الخلفاوي، الأمين العام للجمعية ورئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة بجندوبة، على ضرورة “رفع العراقيل الإدارية بشكل عاجل”، مشيرًا إلى أن تمويلًا أوليًا قدره 5.3 مليون دينار تم تأمينه، كما تم إدماج مساهمين جدد في هيكل المشروع.
ويتوقع القائمون على المشروع أن تنطلق أشغال التهيئة خلال هذه السنة، فيما يُرتقب أن تدخل أولى المكونات حيّز الاستغلال في الفترة ما بين 2029 و2030. ويُقدّر عدد مواطن الشغل التي سيوفرها المشروع بـ 12,500 موطن عمل، منها 3,000 مباشرة والبقية بصفة غير مباشرة.
يُذكر أن جهة جندوبة تتمتع بمؤهلات طبيعية فريدة، إضافة إلى مطار طبرقة الدولي الذي لا يزال إلى اليوم تحت الاستغلال المحدود. ويأمل المستثمرون أن يكون “كوستا كوراليس” بوابة حقيقية لانعاش التنمية في الشمال الغربي وجعل المنطقة وجهة مفضلة للسياحة العائلية والاستثمار المستدام.

