الرئيسيةآخر الأخبارحافظ الزواري: "تشجيع العلم مسؤوليتنا.. وما عناش مزية"

حافظ الزواري: “تشجيع العلم مسؤوليتنا.. وما عناش مزية”

دون صخب أو ضجيج، أحيت مدينة القلعة الكبرى من ولاية سوسة مساء السبت 26 جويلية الجاري يوم العلم، في تظاهرة نظّمتها جمعية المحبة، بحضور عدد من الشخصيات التربوية والمجتمعية، يتقدّمهم مؤسس الجمعية ورئيسها الشرفي حافظ الزواري.

وفي تصريحه بالمناسبة، شدّد الزواري على أن هذه المبادرة ليست مجرّد تظاهرة رمزية، بل تجسيد فعلي لرسالة الجمعية في دعم الناشئة ومساندة التلاميذ المتفوقين. وقال:”نحن لم نأتِ اليوم لتقديم مزيّة لأحد، بل لأداء واجب. أبناء القلعة الكبرى ساندونا في بداياتنا، وها نحن نردّ الجميل من موقعنا اليوم. هذا الحفل هو عودة إلى تقليد سنوي دأبت عليه جمعية المحبة، وتوقّف فقط بسبب الظروف التي مررنا بها جميعًا في العامين الماضيين. اليوم نعود بنفس الحماسة وربما بإصرار أكبر، لأننا نؤمن أن الاستثمار الحقيقي هو في الإنسان، وفي عقل التلميذ وطموحه”.

وأضاف:”شخصيًا، أشعر أن دوري كمؤسس للجمعية، وكممثل لمؤسسة اقتصادية فاعلة في الجهة، لا يقتصر على العمل التنموي أو على الجانب الاقتصادي، بل يمتد ليشمل المسؤولية المجتمعية، وخاصة في قطاع التربية والتعليم، لأنه ركيزة بناء المجتمعات. عندما نكرّم التلاميذ المتفوقين وندعم عائلاتهم، فإننا لا نحتفل فقط بنجاحهم، بل نؤسس لجيل جديد قادر على العطاء، والتغيير، والارتقاء بالبلاد”.

— حافظ الزواري: "تشجيع العلم مسؤوليتنا.. وما عناش مزية"

كما عبّر الزواري عن رغبته الصريحة في توسيع قاعدة الدعم، داعيًا المؤسسات والمواطنين إلى الانخراط في العمل التضامني:”لا أريد أن تظل مؤسسات الزواري هي الممول الحصري لجمعية المحبة، فالجمعية ليست ملكًا خاصًا لي، بل هي ملك لكل أبناء القلعة الكبرى. علينا أن نخلق ديناميكية جماعية تشارك فيها المؤسسات والمواطنون، لأن التربية مسؤولية جماعية، والتلميذ المتفوق هو مشروع طبيب أو مهندس أو معلم أو رائد أعمال، وهذا المكسب يعود علينا جميعًا”.

وختم تصريحه بالقول:”أملُنا كبير أن تتظافر الجهود، وأن يتحوّل هذا النموذج من العمل الجمعياتي إلى ثقافة عامة، لأن تونس اليوم تحتاج إلى هذا النوع من المبادرات الصامتة والفعّالة، التي تشتغل في الميدان لا في الشعارات. نحن نراهن على الأمل، على الطفولة، وعلى المدرسة، وهذا الرهان لا يجب أن يكون رهان فرد أو مجموعة فقط، بل مسؤولية وطنية شاملة”.

من جهتهما، قدّم كل من رئيس الجمعية إسماعيل الغدامسي وكاتبها العام محمد بشير بلعيد معطيات إضافية حول برنامج الاحتفال ونشاط الجمعية بصفة عامة، حيث أوضحا أن التكريم شمل الناجحين في المناظرات الوطنية وفي جميع المؤسسات التربوية بمعتمدية القلعة الكبرى، من معاهد ومدارس إعدادية وابتدائية. وتم تخصيص جوائز مالية عبر دفاتر ادخار وحسابات بنكية تتراوح بين 500 دينار و1000 دينار، إضافة إلى منح شهرية لفائدة التلاميذ المحتاجين للدعم المادي المنتظم.

وأشار المسؤولان إلى أن الجمعية تتكفّل حاليًا بـ 22 تلميذًا، وتدعو المواطنين للمساهمة في برنامج الكفالة عبر التبرع بمبلغ شهري قدره 40 دينارًا، علمًا أنها توفر أيضًا حاجيات العودة المدرسية والهدايا في المناسبات الدينية. وقد سبق للجمعية أن تكفّلت بإعادة تهيئة مدرسة غرة جوان بالكامل بكلفة تجاوزت مليارًا ونصف، إضافة إلى تقديم مساعدات لأكثر من 150 عائلة في العودة المدرسية، وتوزيع وصولات شراء لفائدة 200 عائلة خلال شهر رمضان.

ويُحسب لجمعية المحبة أنّها تشتغل في صمت بعيدًا عن الأضواء والدعاية، في مناخ من الاحترام والكرامة، مجسّدةً نموذجًا ناجحًا للمجتمع المدني الذي يشتغل بروح وطنية مسؤولة، ويترجم فعليًا شعار “من الشعب وإلى الشعب”.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!