تمكّنت المصالح الديوانية والأمنية، أمس الاثنين، من إحباط واحدة من أكبر محاولات تهريب الأقراص المخدّرة في تاريخ تونس، وذلك بميناء رادس التجاري. وأكّدت مصادر مطّلعة أنّ أعوان الديوانة اشتبهوا في إحدى الحاويات القادمة من الخارج، ليتم إشعار النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية ببن عروس، حيث تنقّل ممثلها إلى عين المكان للإشراف على عملية التفتيش والحجز.
وبحسب المعطيات الأولية، تجاوزت الكمية المحجوزة عشرة ملايين قرص مخدّر من نوع “بريغابالين” (Pregabalin)، في انتظار استكمال عملية الفرز والعد النهائي للمحجوز. وتُعدّ هذه الأقراص في الأصل دواءً يُستعمل لعلاج الصرع وآلام الأعصاب، غير أنّ تعاطيها خارج الإشراف الطبي وبجرعات عالية يحوّلها إلى مادة مسببة للإدمان، وهو ما يجعلها من بين المخدرات الأكثر انتشارًا في الأسواق الموازية.
وتصنّع نسخ جنيسة من مادة “بريغابالين” في الهند، الصين، تركيا، أوروبا الشرقية وبولونيا وبلغاريا ، وأحيانًا في مصانع غير قانونية تُنتجها بكميات ضخمة لتهريبها إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث تلقى رواجًا كبيرًا ويطلق عليه اسم مخدّر الفقراء نظرا لسعره المتدني .
السعر يختلف حسب التركيز (عادة 75mg، 150mg، 300mg):
- في السوق القانونية (صيدليات أوروبا أو أميركا): علبة 56 كبسولة قد تكلف بين 40 و120 يورو.
- في السوق السوداء: يتم بيع الحبوب بالمفرّق بسعر يتراوح عالميًا بين 0.5 و2 يورو للحبة حسب البلد والطلب.
وبناءً على سعر متوسط قدره 1 يورو للحبة، فإن قيمة الشحنة المحجوزة تقدّر بحوالي 10 ملايين يورو، أي ما يعادل 34,170,000 دينار تونسي تقريبًا وفق آخر سعر صرف لليورو، ما يمثّل ضربة قوية لشبكات التهريب الدولية.
هذا وقد فتحت السلطات الأمنية تحقيقًا موسّعًا لتحديد مصدر الشحنة وكشف الأطراف المتورطة في محاولة التهريب، في حين اعتبرت وزارة الداخلية أنّ العملية تمثل “نجاحا نوعيا” في الحرب على المخدرات وحماية الصحة العامة.
مع العلم وأنه في مارس الماضي قامت دوريّة تابعة لفرقة الحرس الديواني بالصخيرة بإحباط محاولة تهريب كمية قدرها 56,400 قرص من مادة “بريغابالين” 300 ملغ، .
وقد تمّ اكتشاف هذه الأقراص، التي يتم تحويل استعمالها لأغراض مخدّرة، بعد أن كانت مخبّأة بإحكام داخل شاحنة قادمة من إحدى مدن الجنوب التونسي ومتجهة نحو العاصمة تونس، وذلك خلال عملية تفتيش دقيقة.

