الرئيسيةآخر الأخبارخاص - تونس على طاولة الكونغرس: قائد أفريكوم الجديد يكشف إستراتيجية أمريكا...

خاص – تونس على طاولة الكونغرس: قائد أفريكوم الجديد يكشف إستراتيجية أمريكا في المنطقة

في جلسة استماع أمام الكونغرس الأمريكي، كشف الجنرال داغفين أندرسون، المرشح من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتولّي قيادة “أفريكوم” (القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا)، عن تصور أمريكي متجدد لدور شمال إفريقيا في منظومة الأمن القومي للولايات المتحدة. إفادته، التي تناولت الوضع الأمني والاستراتيجي في المنطقة، وضعت تونس والمغرب في موقع “الشركاء الأمنيين القادرين على تصدير الاستقرار”، فيما عبّرت عن قلق أمريكي متزايد من دور روسيا المتنامي في الجزائر وليبيا.

وصف الجنرال أندرسون كلاً من تونس والمغرب بأنهما من “أكثر الشركاء الأفارقة قدرة”، مؤكدًا أن بلديْن مثل هذين يستطيعان تصدير الأمن والاستقرار إلى باقي إفريقيا، خصوصًا من خلال أدوارهما المتقدمة في تدريب قوات الدول الإفريقية الأخرى.

وأشار المسؤول العسكري الأمريكي إلى تجربة تونس والمغرب خلال مناورات “فلينتلوك” (FLINTLOCK)، وهي أكبر تدريبات عسكرية للقوات الخاصة في إفريقيا، حيث كانت الدولتان أول من قاد تدريبات على المستوى الإفريقي، ما يعكس ثقة واشنطن في قدراتهما العملياتية، وتماهي استراتيجي مع التوجهات الأمنية الغربية.

هذا التصور ينسجم مع السياسات الدفاعية الأمريكية التي تعمل على تقليص التواجد العسكري المباشر في الخارج، وتعويضه ببناء شراكات إقليمية فاعلة، تُوكل لها مهمة “الاستقرار بالوكالة”.

الجزائر: ضرورة “إعادة التوجيه” نحو الابتعاد عن موسكو

في المقابل، عبّر أندرسون عن رؤية أمريكية واضحة بخصوص الجزائر، داعيًا إلى “إعادة توجيهها بعيدًا عن اعتمادها التاريخي على روسيا”، في إشارة إلى العلاقات العسكرية والسياسية الوثيقة التي تربط الجزائر بموسكو منذ الحرب الباردة.

هذه العبارة تكشف عن قلق أمريكي متجدد من التمدد الروسي في شمال إفريقيا، في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة إلى تحجيم النفوذ الروسي عالمياً، خصوصًا في مناطق استراتيجية مثل البحر الأبيض المتوسط.

ويمثّل هذا الطرح تحوّلًا في التعاطي الأمريكي مع الجزائر، من الحياد “الحذر” إلى التفكير في احتواءٍ دبلوماسي طويل الأمد، يستهدف تقليص اعتماد الجزائر على العتاد الروسي والتحالفات التاريخية غير الغربية.

— خاص - تونس على طاولة الكونغرس: قائد أفريكوم الجديد يكشف إستراتيجية أمريكا في المنطقة

ليبيا: بوابة مفتوحة أمام “التغلغل الروسي”

أما ليبيا، فقد وصفها الجنرال الأمريكي بأنها “نقطة دخول للأنشطة الروسية الخبيثة والتوسع الروسي”، ما يجعلها، من وجهة نظر واشنطن، بؤرة نزاع جيوسياسي لا يمكن تركها خارج المراقبة.

ورغم أن أندرسون لم يُفصّل في الاستراتيجية الأمريكية تجاه ليبيا، إلا أنه أشار إلى أن بلاده تواصل دعم المسار السياسي والدبلوماسي الرامي إلى إعادة توحيد البلاد، في وقت تتعثر فيه جهود الاستقرار بفعل النزاعات الداخلية والتدخلات الإقليمية.

وتتزامن هذه التصريحات مع تزايد الحضور الروسي في الشرق الليبي، سواء عبر قوات “فاغنر” أو من خلال تفاهمات مباشرة مع قادة ميدانيين، ما يثير تخوفات غربية من تحول ليبيا إلى موطئ قدم استراتيجي لروسيا جنوب أوروبا.

الهدف الأمريكي: استقرار “غربي التوجه” يضمن سلامة المتوسط

وختم الجنرال الأمريكي إفادته بالتأكيد على أن الأهداف الأمريكية في شمال إفريقيا “لم تتغير منذ 225 سنة”، والمتمثلة في وجود دول مستقرة وذات توجه غربي، تضمن للولايات المتحدة وشركائها الوصول الدائم إلى خطوط الملاحة الحيوية في البحر الأبيض المتوسط.

هذا الموقف يختزل الرؤية الجيوسياسية الأمريكية: فشمال إفريقيا ليس مجرد فضاء للنفوذ الدبلوماسي أو التعاون الأمني، بل منطقة حيوية لحماية مصالح الغرب في المتوسط وأوروبا، ومنع صعود قوى منافسة مثل روسيا أو الصين.

من هو الجنرال داغفين أندرسون

هو ضابط رفيع في القوات الجوية الأمريكية برتبة لواء عام (Lieutenant General)، ويشغل حاليًا منصب مدير تطوير القوات المشتركة ضمن هيئة الأركان المشتركة بوزارة الدفاع الأمريكية.

خلفيته المهنية:

  • تخرج من جامعة واشنطن في سانت لويس، حيث تخصص في الهندسة الكهربائية، قبل أن ينضم إلى القوات الجوية الأمريكية في عام 1992.
  • حصل على درجة الماجستير في السياسة الدولية العامة من جامعة جون هوبكنز.
  • لديه خبرة واسعة في القيادة العسكرية، حيث شغل عدة مناصب مهمة، بما في ذلك قائد القيادة الخاصة في إفريقيا (SOCAF)، وهي وحدة تابعة للقيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (AFRICOM)، والتي تتعامل مع عمليات مكافحة الإرهاب في القارة الإفريقية.

الدور في أفريكوم:

  • في جوان2025، تم ترشيحه من قبل إدارة الرئيس دونالد ترامب ليكون قائدًا للقيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (AFRICOM)، وهو المنصب الذي سيمنحه رتبة الجنرال إذا تمت الموافقة عليه من قبل الكونغرس.
  • أندرسون يمتلك خبرة كبيرة في التعاون الأمني مع دول شمال إفريقيا، بما في ذلك تونس والمغرب، وسبق له أن أشرف على تدريبات ميدانية إقليمية مثل تمرين FLINTLOCK، الذي يهدف إلى تدريب قوات الدول الإفريقية.

خلفية استراتيجية:

  • الجنرال أندرسون هو من المناصرين لنموذج الشراكة الأمنية الإقليمية، حيث يعوّل على تدريب وتطوير قدرات الدول الإفريقية في مجال مكافحة الإرهاب والصراعات الإقليمية، بدلاً من التدخل العسكري المباشر.
  • يولي اهتمامًا خاصًا لدور المغرب وتونس في تعزيز الأمن الإقليمي ويشجعهما على لعب دور مصدّري أمن من خلال برامج تدريبية وعسكرية.
  • نال العديد من الجوائز العسكرية الرفيعة مثل ميدالية “Legion of Merit” وBronze Star Medal، مما يعكس تميّزه في الخدمة العسكرية.

في الختام، يعد الجنرال داغفين أندرسون أحد الأسماء البارزة في القوات الجوية الأمريكية، وله تأثير كبير على الإستراتيجيات العسكرية الأمريكية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!