أشرف وزير الداخلية، السيّد خالد النوري، صباح اليوم الأربعاء 10 ديسمبر 2025، على افتتاح الندوة السنوية الثالثة حول “المجهودات المبذولة لتعزيز المقاربة الحقوقية في قطاع الداخلية”، وذلك بحضور كاتب الدولة لدى وزير الداخلية المكلف بالأمن الوطني السيّد سفيان بالصادق، وعدد من الإطارات السامية للوزارة، تزامناً مع إحياء الذكرى السابعة والسبعين لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وفي كلمته بالمناسبة، أكّد وزير الداخلية أنّ دستور الجمهورية التونسية كرّس الثوابت والخيارات الحقوقية للدولة، مشدّدًا على ضرورة ترسيخ قيم المواطنة وضمان مختلف الحقوق، وفي مقدّمتها الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، والحق في العيش في بيئة آمنة وسليمة ومتوازنة.
كما أبرز الوزير أنّ التحوّل الرقمي أصبح خياراً استراتيجياً لوزارة الداخلية بهدف الارتقاء بجودة الخدمات المقدّمة للمواطن، الذي يحظى، حسب تعبيره، بأهمية كبرى ضمن محفظة المشاريع الرقمية، بما يعزّز الثقة في التعامل مع الإدارة، ويساهم في تقليص كلفة الخدمات من حيث الوقت والجهد، سواء على المستوى المركزي أو الجهوي أو المحلي.
وتطرّق السيّد خالد النوري إلى التحدّيات البيئية والتغيرات المناخية التي يشهدها العالم اليوم، والتي تهدّد بشكل مباشر الحق في بيئة آمنة، مؤكداً على ضرورة تضافر الجهود وتعزيز القدرة على الصمود لمجابهة آثار هذه التغيّرات، حمايةً للأفراد وضمانًا لاستقرارهم وتحقيقاً للأمن المجتمعي.
وفي السياق ذاته، ثمّن وزير الداخلية المجهودات التي تبذلها الدولة التونسية في التصدي للجريمة ومكافحة الهجرة غير النظامية، مع الحرص على حماية جميع المتواجدين على التراب التونسي، وفقًا لمقتضيات الدستور والتشريع الوطني والمعاهدات الدولية، مؤكّدًا اعتماد هياكل إنفاذ القانون على مقاربة تكرّس معايير حقوق الإنسان، في إطار الموازنة بين حماية الحدود وفرض سيادة القانون وتفكيك الشبكات الإجرامية.
وفي ختام كلمته، أشاد الوزير بفوز تونس بمنصب مندوب عن قارة إفريقيا صلب اللجنة التنفيذية لمنظمة الإنتربول، معتبراً ذلك إنجازًا تاريخيًا يعكس ثقة الدول الأعضاء في كفاءة ونزاهة الإطارات الأمنية التونسية، ويفتح آفاقًا أوسع لتعزيز الدور المحوري لتونس في دعم التعاون الأمني الإقليمي والدولي.
كما نوّه بتتويج ضابطين من سلك الحرس الوطني بالمرتبتين الأولى والثالثة دوليًا، من ضمن 11 دولة مشاركة، في إطار الدورة الثالثة والعشرين للدروس الدولية العليا برومانيا، في إنجاز جديد يُكرّس المستوى الرفيع للكفاءات الأمنية التونسية.

