الرئيسيةآخر الأخبارخفايا قمة روما

خفايا قمة روما

كشفت صحيفتا “كوريري ديلا سيرا” و”لا ريبوبليكا” الإيطاليتان عن عقد اجتماع غير معلن في العاصمة روما جمع ممثلين عن طرفي الأزمة الليبية، في خطوة اعتُبرت مؤشرًا على تحرك دبلوماسي جديد لإحياء قنوات التواصل بين الأطراف.

وبحسب التقارير، شارك في الاجتماع المغلق إبراهيم الدبيبة، مستشار رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، وصدام حفتر، إلى جانب مسعد بولس، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأوضحت التقارير الإعلامية أن الاجتماع عُقِد في أجواء من السرية وبترتيبات أمنية مشددة، فيما اكتفت إيطاليا بلعب دور المسهّل لهذه المحادثات، بينما تتولى الولايات المتحدة وقطر قيادة الجهود الهادفة إلى تهدئة الأوضاع ومنع أي تصعيد جديد.

ولكن ماذا وراء هذا اللقاء

انطلقت الولايات المتحدة في تنفيذ ما يُعرف بـ “عقيدة بولس”، التي تجمع بين التحركات الدبلوماسية والاستثمارات الاقتصادية والتواجد العسكري الاستراتيجي في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل. وتشكل هذه الاستراتيجية محاولة لتثبيت النفوذ الأميركي، خصوصًا في ليبيا، حيث تتقاطع المصالح الأمنية والاقتصادية.

في هذا الإطار، عُقد لقاء في روما جمع رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، إبراهيم الدبيبة، بالقائد العسكري الليبي حفتر، بحضور مستشار الرئيس الأميركي مسعد بولس. ويهدف اللقاء إلى تسهيل الحوار السياسي، وضبط مناطق النفوذ، وتأمين الإيرادات النفطية، ضمن ما يسميه الأميركيون “استراتيجية التحكم في الصراع”.

تستند عقيدة بولس إلى محاور رئيسية تشمل:

  1. التحركات الدبلوماسية المكثفة لتعزيز التحالفات التقليدية وفتح قنوات تعاون جديدة مع الدول الفاعلة في المنطقة.
  2. التوسع الاقتصادي من خلال استثمارات ضخمة في البنية التحتية الحيوية، خاصة قطاع النفط والطاقة والموانئ، بميزانية تصل إلى 70 مليار دولار، مع دعم برامج تدريبية وأمنية بقيمة 235 مليون دولار لتعزيز القدرات البحرية ومراقبة السواحل.
  3. التواجد العسكري الاستراتيجي عبر تدريبات مشتركة ونقاط ارتكاز متقدمة لتعزيز الأمن البحري والإقليمي، مع إشراك فاعلين محليين لضبط النزاعات المسلحة وتقليل المخاطر على المشاريع الأميركية.

وفي ليبيا، تركز الاستراتيجية على قطاع الطاقة، لضبط الإيرادات وتأمين استمرار الإنتاج في مواجهة التحديات السياسية والعسكرية. كما تشمل مراقبة المخاطر الأمنية في الموانئ ومرافق النفط لضمان استقرار السوق الإقليمي.

رغم هذه الخطوات، تواجه العقيدة الأميركية تحديات متعددة، أبرزها:

  • رفض شعبي محتمل تجاه التدخل الخارجي.
  • منافسات محلية وإقليمية قد تهدد استقرار المشاريع الأميركية.
  • صعوبات في توزيع الموارد الاقتصادية بطريقة تحقق أهداف الاستراتيجية دون إشعال صراعات جديدة.

وتسعى الولايات المتحدة من خلال هذه المناورات إلى خلق استقرار سياسي واقتصادي يخدم مصالحها، ويحد من النفوذ الروسي والصيني في المنطقة، مع تعزيز حضورها الاستراتيجي في شمال إفريقيا بشكل عملي ومرن.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!