الرئيسيةآخر الأخباردرس من سويسرا:هذا ما تحتاجه فنادقنا في تونس

درس من سويسرا:هذا ما تحتاجه فنادقنا في تونس

في مشهد طريف لكنه يعكس إشكالاً حقيقياً في سلوك بعض النزلاء، رصدت وسائل إعلام سويسرية ما قام به عدد من السياح القادمين من الهند، حيث كانوا يحجزون في أحد فنادق قرية Gstaad الراقية (فندق Arc-en-ciel) إقامة تشمل الإفطار في البوفيه المفتوح.

لكن المفاجأة كانت عندما لاحظ العاملون أن هؤلاء السياح يحضرون أكياساً وحقائب صغيرة بعد الإفطار لملئها بالطعام لأكله لاحقاً خلال اليوم، في محاولة لتوفير نفقات الوجبات الأخرى.

الفندق لم يتعامل مع الأمر بانفعال أو بعقوبات، بل اختار أسلوباً حضارياً راقياً: وضع لوحة عند مدخل البوفيه كُتب عليها:“أعزائنا السياح القادمين من الهند، نُقدّر وجودكم، لكن نرجو منكم عدم وضع الطعام في الأكياس.

نذكّركم بأن الإفطار مخصص لتناوله في القاعة، كما نرجو المحافظة على الهدوء في الممرات وعدم التحدث بصوت مرتفع في الشرفة. شاكرين تفهمكم.”

— درس من سويسرا:هذا ما تحتاجه فنادقنا في تونس

هذا الموقف الذكي يقدّم درساً عملياً مهماً للفنادق التونسية، التي تعاني بدورها من سلوكيات مشابهة، سواء في فترات الذروة السياحية أو خلال العطل والأعياد.

فالكثير من الفنادق تشهد تجاوزات من بعض الحرفاء — محليين أو أجانب — مثل تبذير الأطعمة، أو إخراجها من المطعم خلسة، أو إحداث ضجيج يُزعج باقي النزلاء.

بدل الاكتفاء بالتذمر أو الغضب، يمكن لمديري النزل في تونس أن يتبنّوا مقاربة توعوية راقية تقوم على:

  1. وضع لوحات تذكيرية في أماكن البوفيه أو الممرات بصياغة مهذبة وواضحة.
  2. التأكيد على القيم السياحية والسلوك الحضاري بأسلوب إيجابي لا يُشعر النزلاء بالإهانة.
  3. تدريب الأعوان على التعامل اللبق مع هذه الحالات دون توتر أو مواجهات مباشرة.
  4. إدماج هذا النوع من التوصيات ضمن سياسة الفندق لضمان تجربة مريحة ومحترمة للجميع.

فالسياحة ليست فقط غرفاً ومسابح ووجبات فاخرة، بل هي قبل كل شيء ثقافة احترام متبادل وسلوك مدني.
ومن المؤكد أن تطبيق مثل هذه الإجراءات في فنادقنا التونسية سيساهم في رفع مستوى الخدمة والصورة العامة للوجهة التونسية التي تسعى دائماً إلى الجمع بين الجودة والرقي في التعامل.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!