اندلع جدل حاد على منصات التواصل الاجتماعي في تونس بعد الكشف عن برمجة مغني الراي الجزائري الشاب مامي في الدورة القادمة من مهرجان الحمامات الدولي، وهو مهرجان ثقافي عريق يُصنف ضمن التظاهرات النخبوية الراقية في البلاد.
وقد جاءت شرارة الجدل من منشور للمدون التونسي المعروف محرز بلحسن، عبّر فيه عن استغرابه من دعوة فنان سبق أن أُدين وسُجن في فرنسا بسبب قضية اختطاف صديقته الفرنسية وتخديرها ومحاولة إسقاط جنينها قسرًا، واصفًا الواقعة بـ”الجريمة التي حتى الشيطان لا يقترفها”، ومتهكمًا من شعار المهرجان قائلاً:”آهوكم صيف السنا باش يجيبولكم نجم الدورة… مهرجان تبييض وإعادة تأهيل المجرمين!

ولم يقف الجدل عند مامي فقط، بل توسّع ليشمل فنانين آخرين سبق أن أثيرت حولهم قضايا عنف أو جرائم، مثل اللبناني سعد المجرد المتهم باغتصاب نساء في أكثر من بلد، والمغني اللبناني وائل كفوري الذي اتُهم سابقًا بالعنف الزوجي، وكذلك الفنان اللبناني فضل شاكر، الذي تحوّل من مطرب رومانسي إلى متورط في قضايا إرهاب وانخراط مسلح مع جماعة أحمد الأسير في معركة عبرا سنة 2013 في لبنان، ما أدّى إلى إصدار أحكام غيابية ضده بالسجن، رغم محاولات لاحقة للعودة إلى الساحة الفنية.
ومن بين التعليقات اللافتة على منشور بلحسن، كتبت المعلقة إيمان العوادي:

أما المعلق علاء الدين بفحجة، فكتب ساخرًا:

ولزيادة حدة النقاش، أعاد البعض التذكير بقضية العربي الماطري، التي هزت الرأي العام التونسي في أواخر التسعينات، حيث أدين باغتصاب وقتل طفل في الخامسة من عمره بطريقة وحشية، فيما عرف حينها بـ”قضية الوحش”. وقد صدر ضده حكم بالإعدام يوم 26 فيفري 2001، لكنه لم يُنفّذ

ويرى مراقبون أن هذا الجدل يكشف هشاشة العلاقة بين الأخلاق العامة والمعايير الفنية في الساحة الثقافية العربية، في وقت يتزايد فيه وعي الجمهور بقضايا العنف، ويدعو إلى فصل الفن عن التواطؤ مع الانحراف.
ولم تُصدر إدارة مهرجان الحمامات الدولي أي بيان رسمي للرد على هذه الانتقادات حتى الآن،
يذكر أنه يوم 3 جويلية 2009؛ قضت محكمة “بوبينيه الجنائية” في فرنسا بالسجن خمس سنوات سجنًا ضد الشاب مامي، بتهمة محاولة الإجهاض القسري لعشيقته السابقة ذات الجنسية الفرنسية إيزابيل سيمون في صيف عام 2005 في الجزائر.
كما حُكم على وكيل أعماله السابق “ميشال ليفي” الذي وصفته محكمة جنايات بوبينيي، شمال باريس، بـ “المنظم والمحرض” على أعمال العنف هذه، بالسجن 4 سنوات.
وأُطلق سراح الشاب مامي يوم 23 مارس 2011.
تسببت هذه القضية “بتعليق” حياة الفنان المهنية على حد تعبيره، ما جعله يتوجه أخيرًا إلى العمل في مجال العقارات في الجزائر.
وكان الشاب مامي أدين بارتكاب أفعال “عنيفة” في العام 2005 ضد مصورة صحافية تدعى كاميل وتبلغ 43 عامًا.
قال الشاب مامي في لقاء لبرنامج “أغاني أغاني” عام 2017، إن تجربة السجن التي عاشها قاسية، وهو يعمل على ألبومه الجديد، واصفًا الفترة اللي قضاها بالسجن إنها عطلته لكنها لم تفقده شعبيته.

