علّق رئيس الجمهورية قيس سعيد عن احتجاجات يوم الخميس، وما قامت به قوات الأمن من حماية لمقر الاتحاد العام التونسي للشغل، ومنعها أي التحام، قائلا: ”لم تكن في نيّة المحتجين لا الاعتداء، ولا الاقتحام كما تروج لذلك ألسنة السوء.
وأضاف رئيس الدولة لدى استقباله امس الجمعة بقصر قرطاج، رئيسة الحكومة سارة الزعفراني الزنزري: هناك من يريد تشبيه ما حصل بما حصل سنة 2012، حيث ضرب عددا من النقابيين في تلك الفترة، والصور مازالت شاهدة على أحدهم والدم يسيل من جبينه، ومعلقا: “أ لم يدرك هؤلاء أن الشعب لم تعد تخفى عليه ادق ادق التفاصيل”.
كما لفت إلى ان تزامن عدد من الاحداث اليوم ،وفي المدة الاخيرة ليس من قبيل الصدفة على الاطلاق،على غرار تهشيم صباح الجمعة جزء من قناة لتوزيع المياه.
واستذكر في سياق متصل، زعيم الحركة النقابية محمد علي الحامي، الذي قال عنه انهم تجاهلوه ، كان يعقد اجتماعاته بنهج الجزيرة، ونهج الكومسيون، ولم تكن يومئذ هناك اقتطاعات ، بل كان عملا نقابيا وعملا وطنيا، ولم تكن الاجتماعات تعقد في النزل، بل بنهج الجزيرة حرصا على حقوق العمال، وحقوق من طالت بطالتهم.
كما استحضر رئيس الدولة، ذكرى سقوط الشهيد فاضل ساسي يوم 3 جانفي 1984، يوم الثلاثاء الاسود ، قائلا: “كان متعففا ، قلبه ينبض على اليسار، ولم تكن لديه حافظة نقود عكس من يظهرون ان قلوبهم تنبض على اليسار، ولكن حافظات نقودهم على اليمين”.
رئيس الجمهورية تحدث عن وجود ملفات وجب فتحها، لأن الشعب يطالب بالمحاسبة، ومن حقه المشروع أن يطالب بالمحاسبة العادلة حتى تعود اليه كل أمواله، والعمل جار من أجل حل وطني لكل القطاعات، ومن أجل بناء جديد، وتشييد صرح لا يتهاوى، ولن تطاله معاول الفاسدين والمفسدين.
وأضاف رئيس الدولة أنّ زعماء كثر نقابيون أثروا على أنفسهم كل شيء، ومن بينهم الزعيم الطاهر الحداد الذي كان يفرق بين الشرعية الكاذبة المزعومة، والمشروعية التي تعني أن القانون بوجه عام ومهما كان صنفه ،يعبّر عن إرادة الاغلبية.
واستدلّ رئيس الجمهورية في هذا السياق، بقول الطاهر الحداد: “سنستمر في هذا النضال بكل عزم وارادة ثابتة، فليكذب الكاذبون، فاننا نمر مرور الكرام ساخرين من غوغائهم الفارغة حتى ينجلى صبح اليقين ، فنظهر كما نحن ابرارا صادقين عابدين لخدمة الإنسانية المعذبة بأيدي المستعمرين، ولتعلمن نبأه بعد حين”.
وكان رئيس الدولة قد استشهد في مستهل اللقاء، بمطلع مقال ورد في جريدة الشعب تحت عنوان: “الكرنفال” للصحفي محمد قلبي يوم 13 جانفي 1978،والذي تم اعتقاله في 26 من نفس الشهر، وتم تهديده بأن يخرج من الحزب، قائلا: ‘بقاياه اليوم واذرعه مازالت موجودة تحت مسميات اخرى، ولو انه مازال على قيد الحياة لكتب هذا المقال في الاتجاه المعاكس ،ومقتطفا قوله: “لا أكاد أصدق كل هذا النفاق، ولا أكاد أصدق أن بعضهم مازال يجهل إلى حد الساعة أن الشعب فاق..”

