شهدت مدينة روآن الفرنسية، يوم الخميس في بداية فترة ما بعد الظهر، حادثة اعتداء لفظي وجسدي استهدفت امرأتين محجبتين في موقف للحافلات قرب ساحة البلدية.
وبحسب صحيفة Le Progrès، فقد قامت امرأة تبلغ من العمر 47 عامًا بمضايقة السيدتين، ووجهت لواحدة منهما، وهي فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا، أوامر صريحة بنزع حجابها، مرفقة بعبارات مهينة من قبيل: “انزعي حجابك!”.
ولم يقتصر الاعتداء على الشارع، إذ تبعت المعتدية الضحيتين إلى داخل الحافلة، حيث واصلت الصراخ والشتائم، وقامت بجذب حجاب السيدة الثانية التي تبلغ نحو 60 عامًا، ما دفع سائق الحافلة إلى إبلاغ الشرطة.
الشرطة البلدية تدخلت بسرعة وتمكنت من توقيف المعتدية التي واصلت توجيه الإهانات حتى لحظة القبض عليها. ووفقًا للمصادر نفسها، أظهرت التحاليل أن نسبة الكحول في دمها بلغت 2.40 غرام في اللتر. وقد برّرت تصرفها بكونها تخضع لعلاج من إدمان الكوكايين، ما دفعها مؤخرًا إلى استهلاك الكحول.
تم وضعها تحت الحجز، وأقرت بما نُسب إليها خلال التحقيق. أما الضحيتان فقد تقدمتا بشكوى رسمية، ومن المقرر أن تُعرض المعتدية على القضاء في يناير 2026 في إطار مثول أمام المحكمة بناءً على الاعتراف المسبق بالذنب بتهمة الإهانة العلنية.
اعتداءات متكررة في فرنسا وأوروبا
تأتي هذه الحادثة في سياق سلسلة من الاعتداءات التي شهدتها فرنسا خلال السنوات الأخيرة، واستهدفت نساء محجبات بشكل خاص، مما يثير القلق من تصاعد موجة الإسلاموفوبيا في الفضاء العام.
ففي عام 2020، تعرضت امرأة محجبة لهجوم عنيف في مدينة أرجانتوي، وفي 2021 تم الاعتداء على أخرى داخل مركز تجاري في بوردو.
ولم تقتصر هذه الحوادث على فرنسا، بل امتدت إلى دول أوروبية مجاورة. ففي مدينة أنتويرب البلجيكية، أقدم رجل يبلغ من العمر 62 عامًا مؤخرًا على تمزيق حجاب امرأة عشرينية تُدعى “كوثر” وطرحه أرضًا في وضح النهار. وبعد نحو ساعة، توجه شقيق الضحية إلى منزل المعتدي بغرض الانتقام، ما أسفر عن شجار عنيف بين الطرفين.

