بعد فوزه التاريخي في انتخابات بلدية نيويورك، أصبح زهران ممداني أول عمدة من أصول عربية وإفريقية يتولى قيادة أكبر مدينة أميركية من حيث عدد السكان والتأثير الاقتصادي.
هذا الفوز الذي وصفته وسائل الإعلام الأميركية بأنه “تحول رمزي في المزاج السياسي لمدينة نيويورك”، أثار تساؤلات حول حجم السلطات التي يتمتع بها العمدة ومدى تأثيره الحقيقي في إدارة شؤون المدينة.
يُعدّ منصب عمدة نيويورك من الأقوى على المستوى المحلي في الولايات المتحدة، إذ يُشرف صاحبه على جهاز إداري ضخم يضم أكثر من 300 ألف موظف، ويملك صلاحيات تنفيذية ومالية واسعة تشمل الأمن، والنقل، والصحة، والإسكان، والتعليم، والبنية التحتية.
ويمتلك العمدة سلطة تعيين وإقالة رؤساء الإدارات والهيئات البلدية، مثل مفوض الشرطة ومفوض الإطفاء ومفوض الصحة، إلى جانب دوره في إعداد الميزانية السنوية التي تُقدّر بمليارات الدولارات، وله حق الفيتو على قرارات مجلس المدينة.
كما يُعتبر العمدة القائد الأعلى لقوات الشرطة والإطفاء في المدينة، ويمكنه إعلان حالة الطوارئ المدنية في حال وقوع كوارث أو اضطرابات كبرى، بالتنسيق مع حاكم ولاية نيويورك.
سياسيًا، يمثل عمدة نيويورك المدينة على المستوى الوطني والدولي، وغالبًا ما يكون من أبرز الشخصيات السياسية في الولايات المتحدة نظرًا لرمزية نيويورك ودورها الاقتصادي والثقافي العالمي.
فوز زهـران ممداني، الذي ينتمي إلى الجناح التقدمي للحزب الديمقراطي، يُنتظر أن يُحدث تحوّلًا في أولويات المدينة، مع وعوده بتوسيع البرامج الاجتماعية، وتعزيز العدالة السكنية، وتحسين ظروف العمال والمهاجرين. غير أن مراقبين يرون أن تطبيق هذه السياسات سيواجه تحديات مالية ومؤسساتية كبيرة، خاصة في ظل علاقته المرتقبة بمجلس المدينة وحاكم الولاية.
ومهما كانت الصعوبات المقبلة، فإن انتخاب ممداني يشكّل منعطفًا تاريخيًا في الحياة السياسية الأميركية، ويعيد تسليط الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه عمدة نيويورك في صياغة السياسات الحضرية والاجتماعية في بلد لا يزال يعيش انقسامات عميقة.
