كشف الباحث التونسي سامي جلولي عن دراسة حديثة تؤكد أن أول شجرة زيتون تم غرسها في إيطاليا تعود أصولها إلى تونس. وفقًا للأبحاث، فقد جُلبت هذه الزيتونة إلى منطقة كالابريا في جنوب إيطاليا، ومن هناك امتدت إلى شمال البلاد.
ويشير الباحث الإيطالي Penestrello إلى أن ذلك حدث تقريبًا خلال فترة حكم Lucius Tranquinius بين القرن الخامس والسادس قبل الميلاد. وكان غرس الزيتون في تونس من عمل القرطاجيين، حيث شملت الغابات الزيتونية مناطق واسعة من الساحل والشمال. وغرس ماغون القرطاجي أشجار الزيتون في سوسة، فيما قامت عائلة حنبعل بغرسها في منطقة البقالطة بولاية المنستير.
ثم أخذ الرومان هذه الأشجار من تونس، خصوصًا من قابس، وغرسوها في كالابريا، ومن هناك انتقلت إلى جنوة، كورسيكا، إسبانيا، البرتغال، ثم إلى باقي دول البحر الأبيض المتوسط. وقد اعتُبرت مشاتل الزيتون التونسية هدايا رمزية للسلام والمحبة عند نشرها في الدول الأخرى.
يؤكد جلولي أن هذا التاريخ يسلط الضوء على مكانة تونس كدولة عظمى ومركز حضاري في العصور القديمة، موضحًا أن قرطاج سبقها أمم أخرى في العديد من المجالات الزراعية والحضارية والصناعية.
*** تونس اليوم ما تزال تفخر بأشجارها الخالدة:
- زيتونة “الشرف” بالهوارية (ولاية نابل): عمرها حوالي 2500 عام، وتعتبر أقدم شجرة زيتون في تونس وأفريقيا، تعود للعهد الفينيقي.
- زيتونة “العكاريت” بالدويرات (تطاوين): عمرها أكثر من 900 عام، وتُعتبر أكبر شجرة زيتون في حوض المتوسط.
جلولي يخلص إلى أن تونس، محور العالم القديم وأمجادها الحضارية لم تسبقها إليها أي أمة، لكننا… نحن آخر من يعلم!
