أكدت سفيرة فرنسا بتونس، آن غيغون، في حوار مع برنامج “موزاييك موند” اليوم الأحد، أن التحقيقات مستمرة بشكل معمق حول حادثة مقتل المواطن التونسي عبد القادر الذيبي في مدينة مارسيليا، مشيرة إلى أن المدعي العام الفرنسي كلف الشرطة القضائية وتفقدية الشرطة بفتح تحقيق شامل لفحص كل الملابسات بدقة.
وفيما يتعلق بالكراهية والعنصرية، شددت غيغون على أن كل أشكال الكراهية والعنصرية ضد المسلمين مرفوضة وممنوعة قانونيًا وسياسيًا في فرنسا، مؤكدة التزام السلطات الفرنسية بالتصدي لأي ممارسات تمس حقوق الأفراد على أساس الدين أو الأصل.
التأشيرات والتحديات الإدارية
وحول مسألة منح التأشيرات للتونسيين، أكدت السفيرة استمرار وجود صعوبات مرتبطة بالإجراءات والآليات المعتمدة، رغم الجهود المبذولة من السفارة لتسهيل العملية. وذكرت أن نحو 105 آلاف تأشيرة “شنغن” أصدرت لفائدة التونسيين خلال العام الماضي، مع نسبة قبول حوالي 60%. وأوضحت أن تعدد أنواع التأشيرات يؤدي إلى اختلاف الإجراءات، ما يسبب بعض التأخيرات في تحديد المواعيد ومنحها.
العلاقات الثنائية بين تونس وفرنسا
واستعرضت غيغون العلاقات الثنائية بين تونس وفرنسا، مؤكدة أنها “متينة وإيجابية”، ومشددة على الشراكة المفيدة بين البلدين في مجالات التعليم العالي، البحث العلمي والتبادلات الثقافية، وهو ما يعكس إرادة مشتركة في تعزيز التعاون عبر مختلف القطاعات.
السياسة الدفاعية تجاه إسرائيل وفلسطين
وبخصوص السياسة الدفاعية، أكدت السفيرة أن فرنسا لا تصدّر أسلحة لإسرائيل يمكن أن تُستخدم ضد الفلسطينيين، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعد أكبر مزود لإسرائيل بالأسلحة، وأن باريس تمنع بشكل قاطع أي تصدير للأسلحة التي قد تستهدف المدنيين.
اعتراف فرنسا بدولة فلسطين
وأعلنت غيغون أن فرنسا ستعترف رسميًا بدولة فلسطين غدًا الاثنين، مشيرة إلى أن ذلك يمثل واجبًا أخلاقيًا وإنسانيًا وضرورة سياسية. وأوضحت أن المبادرة الفرنسية، التي صيغت بالتعاون مع السعودية، تتضمن خطة واضحة لإقامة الدولة الفلسطينية، في ظل الظروف الكارثية في غزة واستمرار جرائم الحرب، ما يجعل فتح قناة سياسية ودبلوماسية لتنفيذ حل الدولتين أمرًا ضروريًا.
وأكدت السفيرة أن موقف فرنسا من حركة حماس يستند إلى القانون الدولي، وأن باريس متمسكة بقرارات الأمم المتحدة الداعية لوقف فوري لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وإنهاء كل أشكال الاحتلال والتهجير القسري.
الدعم الدولي للفلسطينيين
وأشار الإعلان الأخير للجمعية العامة للأمم المتحدة إلى خطوات ملموسة نحو حل الدولتين، وحصل على دعم 142 دولة، مقابل 10 معارضين و12 ممتنعًا عن التصويت، في ظل مقاطعة الولايات المتحدة وإسرائيل. وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التزام بلاده بالتاريخ والسلام العادل والدائم في الشرق الأوسط، معلنًا أن فرنسا ستعترف رسميًا بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر.
