في إطار سعيها لإعادة تموقعها على خارطة السياحة العالمية، تعمل تونس على تعزيز علاقاتها مع وكالات السفر والمشغّلين السياحيين البريطانيين بهدف تنويع عروضها السياحية وتوسيع الاهتمام بسياحة المغامرة والجولات الثقافية.
فبعد أن اشتهرت تونس بكونها وجهة مثالية لـ“شمس الشتاء” والإقامات الشاطئية، تسعى اليوم إلى إبراز مقوماتها الثقافية والبيئية ومواقعها التاريخية الفريدة، إضافة إلى تطوير سياحة الرفاه والصحة التي تشهد طلباً متزايداً في السوق الأوروبية.
بريطانيا… السوق الأوروبية الثانية لتونس
قال محمد مهدي الحلوي، المدير العام للديوان الوطني التونسي للسياحة، في تصريح لمجلة Travel Weekly خلال معرض World Travel Market في لندن، إنّ السوق البريطانية تُعدّ ثاني أهم سوق أوروبية لتونس.
وأضاف: “نريد تطوير شراكات مع المشغلين البريطانيين والترويج لصورة تونس كوجهة متنوّعة وغنية بالتجارب، تتجاوز السياحة الشاطئية التقليدية”.
وأوضح مهدي أنّ تونس تمتلك مناظر طبيعية وثقافية متنوعة، من المدن العتيقة والمواقع الأثرية إلى المحميات البيئية والمنتجعات الصحية، مؤكداً أنّ البلاد بصدد توسيع تعاونها مع وكالات متخصصة في سياحة المغامرات والثقافة مثل Cox & Kings وIntrepid وExplore وJules Verne، التي أعلنت عن إطلاق جولات جديدة في تونس بداية من عام 2026.
من الشاطئ إلى الصحراء… تنويع التجارب
تراهن تونس على توسيع جاذبيتها السياحية إلى ما وراء الشواطئ، من خلال الترويج لمواقعها الثقافية المصنفة ضمن التراث العالمي لليونسكو مثل المدينة العتيقة بتونس ودقّة وجامع القيروان.
كما تخطط لاستثمار الذكرى الخمسين لإطلاق فيلم Star Wars عام 2027، لجذب عشاق السينما إلى تطاوين، المنطقة التي ارتبط اسمها بالمشاهد الأسطورية للفيلم.
رحلات تعريفية ووُرش ميدانية للوكلاء البريطانيين
ولتعزيز هذه الرؤية، ينظّم الديوان الوطني للسياحة رحلات تعريفية (Fam Trips) لوكلاء السفر البريطانيين، لتمكينهم من اكتشاف التجارب السياحية المتنوعة على أرض الواقع، كما ستواصل تونس المشاركة في المعارض والملتقيات المهنية داخل المملكة المتحدة وخارجها لعرض مقوماتها السياحية الجديدة.
التحول الرقمي والدعاية الذكية
وفي خطوة لمواكبة سلوك المسافرين الجدد، تعتزم تونس تكثيف حملاتها الرقمية والإعلانية الموجهة للسوق البريطانية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية، لاستقطاب فئة الشباب والرحّالة الباحثين عن تجارب “أصيلة” ومستدامة.
من جانب آخر، يشهد القطاع خطة استثمارية بقيمة 350 مليون جنيه إسترليني لتطوير النزل، وتحسين المرافق السياحية، وتوسيع شبكات النقل والمطارات، بهدف دعم سياحة “التمهل” (Slow Tourism) التي تركّز على جودة الإقامة والتفاعل مع الثقافة المحلية.
نحو سياحة شاملة ومستدامة
بدورها أكدت وحيدة جعيّط المكلّفة بمأمورية لدى وزير السياحة، أنّ الهدف ليس زيادة أعداد السياح فقط، بل بناء قاعدة زوار دائمة تقوم على الولاء والاستدامة.
وأضافت أنّ تونس تعمل على نموذج سياحي شامل يستجيب لتطلعات مختلف الفئات، من محبي المغامرة والثقافة إلى الباحثين عن الراحة والرفاه، مع الحرص على احترام البيئة ودعم المجتمعات المحلية.

