تساءل اليوم العديد من التونسيين على منصات التواصل الاجتماعي بعد متابعتهم لنتائج التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث صوّتت دولة تدعى “ناورو” ضد مشروع قرار يدعو إلى حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة. هذا الموقف النادر لدولة مجهولة بالنسبة لغالبية الرأي العام التونسي دفع الكثيرين إلى البحث عن هذه الجزيرة الصغيرة في المحيط الهادئ، واكتشاف قصة مثيرة قلّما يتم التطرق إليها.
جزيرة بمساحة مدينة صغيرة
تقع ناورو في قلب المحيط الهادئ، ولا تتجاوز مساحتها 21 كيلومترًا مربعًا، ويقطنها حوالي 10 آلاف نسمة فقط، ما يجعلها ثالث أصغر دولة في العالم بعد الفاتيكان وموناكو.

من أغنى دول العالم إلى الاعتماد على المساعدات
عرفت ناورو شهرة عالمية في السبعينات والثمانينات حين تحوّل اقتصادها القائم على الفوسفات إلى واحد من الأغنى عالميًا بالنسبة لعدد السكان. المواطنون كانوا يحصلون على التعليم والصحة مجانًا، وتحوّل مجتمع الجزيرة بسرعة من حياة الصيد التقليدية إلى نمط استهلاكي مترف. لكن سوء الإدارة والفساد واستنزاف الموارد دون تخطيط للمستقبل أدت إلى انهيار اقتصادي حاد بعد نضوب الفوسفات.
أرض منهكة ومشاكل صحية
اليوم، أكثر من 80% من أراضي الجزيرة غير صالحة للزراعة بسبب الحفريات التي خلّفها استغلال الفوسفات، ما جعل الجزيرة تعتمد بالكامل على استيراد الغذاء. وتواجه ناورو أحد أعلى معدلات السمنة والسكري في العالم، وهي من أكثر المجتمعات اعتمادًا على المساعدات الخارجية، خصوصًا من أستراليا التي تمول جزءًا مهمًا من ميزانية الدولة مقابل استضافة مراكز لاحتجاز طالبي اللجوء.
مواقف سياسية مثيرة للجدل
سياسيًا، سبق لناورو أن أثارت الجدل حين اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل سنة 2017، وهي غالبًا ما تصوت في الأمم المتحدة إلى جانب الولايات المتحدة وحلفائها في الملفات المثيرة للانقسام. تصويتها الأخير ضد حل الدولتين يأتي استمرارًا لهذا النهج الدبلوماسي.

