وجّهت السلطات القضائية الفرنسية تهمة “الاغتيال الإرهابي” إلى رجل فرنسي يُشتبه في تورطه في جريمة قتل هشام ميراوي، الرجل من أصل تونسي، الذي قُتل يوم السبت الماضي في مدينة بوجي سور أرجانس جنوب البلاد. وأُودع المتهم الحبس الاحتياطي في انتظار استكمال التحقيقات.
المشتبه به، ويدعى كريستوف ب.، يبلغ من العمر 53 عامًا ويحمل الجنسية الفرنسية، اعترف بارتكابه الجريمة، لكنه أنكر الطابع العنصري أو الإرهابي للفعل. ومع ذلك، فإن النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب قررت توجيه الاتهام وفق الفصل المتعلق بـ الاغتيال الإرهابي، مبرّرة ذلك بـ”الطابع العنصري للجريمة نظراً لأصل الضحية التونسي”.
خلفية يمينية متطرفة وتشخيص نفسي سليم
بحسب معطيات التحقيق، فإن كريستوف ب. يرتبط بأوساط اليمين المتطرف الفرنسي، وهو ما يزيد من تعقيد القضية بالنظر إلى السياق السياسي الحساس الذي تمر به فرنسا حاليًا.
وقد أُخضع المتهم إلى فحص نفسي رسمي، خلص إلى أنه لا يعاني من أي اضطراب أو خلل عقلي، وهو ما يعزّز فرضية أن الجريمة نُفّذت عن سابق تصور وتصميم، وبدافع أيديولوجي.
جريمة تهز الرأي العام وتعيد ملف الكراهية إلى الواجهة
جريمة قتل هشام مراوي أثارت موجة من الغضب والاستياء، خاصة في أوساط الجالية المغاربية في فرنسا، التي نددت بما وصفته بـ”تصاعد أعمال الكراهية والعنصرية”.
وتأتي هذه الجريمة في وقت حساس تشهده فرنسا، مع ارتفاع حاد في الخطاب المتطرف ومعاداة الأجانب، ما يضع المؤسسات الفرنسية أمام تحدي الحفاظ على التماسك الاجتماعي والتصدي لجرائم الكراهية.
حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة الفرنسية حول الحادثة، في حين يتواصل التحقيق بإشراف مباشر من النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب.
