الرئيسيةآخر الأخبارعبد المجيد الحجري يُوارى اليوم الثرى: هل يُدفن السر مع صاحبه؟

عبد المجيد الحجري يُوارى اليوم الثرى: هل يُدفن السر مع صاحبه؟

يُوارى اليوم الأحد، جثمان الشاب التونسي عبد المجيد الحجري الثرى،بالضاحية الشمالية للعاصمة بعد أكثر من شهر على فقدانه في ظروف مريبة في منطقة فيلينغبي بالعاصمة السويدية ستوكهولم ورغم فداحة الحدث والصدمة التي خلفها في صفوف الجالية التونسية، ما تزال السلطات السويدية تلتزم الصمت، وسط غياب تام للتغطية الإعلامية المحلية،

من هو عبد المجيد الحجري؟

عبد المجيد الحجري، تونسي في الخامسة والثلاثين من عمره، حاصل على درجة الماجستير في القانون، وكان يتمتع بخبرة مهنية متميزة في مجالي التأمين الصحي والدعم البنكي للعملاء. امتلك عبد المجيد خليطًا فريدًا من المعرفة القانونية والخبرة العملية، مكّنه من التعامل بمرونة واحترافية مع الأنظمة واللوائح المعقدة.

عمل في قطاع التأمين الصحي، حيث أدار ملفات المطالبات وتقديم المشورة للعملاء، كما تميز في القطاع البنكي بمهارات في إدارة العلاقات، التعامل مع المعاملات الحساسة، وضمان الامتثال التنظيمي. كان شخصًا ملتزمًا بالتعلم المستمر، ومتطلعًا إلى تطوير ذاته والنجاح المهني.

انتقل عبد المجيد إلى السويد في ديسمبر 2024 بحثًا عن فرصة عمل، وبدأ في تعلم اللغة السويدية، وكان على اتصال مباشر بسلطات الهجرة لاستكمال إجراءات الحصول على تأشيرة عمل.

اختفاء يثير الريبة

أعلنت العائلة عن فقدان الاتصال بعبد المجيد منذ 29 ماي 2025، حيث كان آخر تواصل معه في الساعة الرابعة بعد الظهر بتوقيت تونس، بحسب شقيقاه شمس وهناء الحجري . ووفق شقيقته هاجر، فإن عبد المجيد كان في مزاج جيد ولم يبدِ أي توتر، وكان قد عاد لتوه من رحلة سياحية إلى مدينة تالين (إستونيا).

كان عبد المجيد يقيم في منطقة فيلينغبي في ستوكهولم، مع شريك في السكن يُدعى ماركوس، أستاذ جامعي، الذي أكد أنه رآه آخر مرة مساء الأربعاء 28 ماي، وودّعه قبل أن يغادر لقضاء عطلة نهاية الأسبوع. يوم الخميس كان عطلة رسمية في السويد، ولم يتصل عبد المجيد بعائلته كما وعد، ما أثار القلق سريعًا.

حاولت والدته التواصل مع ماركوس مساء الخميس عبر واتساب، دون رد. ويوم الجمعة، فشل أحد أصدقائه في الوصول إليه، فقرر ماركوس العودة للشقة صباح السبت، ليجد أن عبد المجيد ترك أغراضه في المطبخ وفي غرفته ما لم يكن من عاداته، فقام حينها بإبلاغ الشرطة ونشر بلاغ على موقع للأشخاص المفقودين.

غياب تحقيق جنائي رسمي

وفق القوانين المعمول بها في مختلف دول العالم فإن مرور سبعة أيام على اختفاء شخص دون أثر، يُحوّله إلى “اختفاء مقلق”، ويُفترض أن يُفتح حينها تحقيق رسمي بإذن قاضي التحقيق، يخول للشرطة طلب بيانات من شركة الاتصالات، تتبّع آخر موقع للهاتف، مراجعة تحركات البطاقة البنكية، واستجواب المعنيين، وعلى رأسهم شريك السكن.

لكن ورغم مرور أكثر من أسبوعين، لم تُعلن الشرطة السويدية عن أي تطورات، ولم تُنشر أي تفاصيل حول مكان العثور على الجثة ولا أسباب الوفاة. ورفضت الشرطة الإدلاء بأي تصريحات، بدعوى أن القضية “حالة خاصة”.

صمت إعلامي يثير الريبة

الأكثر غرابة هو أن وسائل الإعلام السويدية تجاهلت القضية تمامًا، ولم تُشر إليها في أي تقرير، ما أثار استياء الجالية التونسية، التي اعتبرت أن احترام كرامة المهاجرين يتطلب الحد الأدنى من الشفافية الإعلامية والرسمية.

أفادت عائلة عبد المجيد في تونس بأنها تقدّمت ببلاغ إلى وزارة الخارجية وسفارة تونس في ستوكهولم، التي أكدت أنها تواصلت مع السلطات السويدية والمستشفيات، دون نتيجة.

وقالت شقيقته هناء إن عبد المجيد لم يكن يعاني من اضطرابات أو مشاكل نفسية، بل كان يعيش حياة مستقرة ويبحث بجدية عن عمل، بعد أن حلّ مشكلة سكنية سابقة مع مؤجره بشكل ودي. وأكدت أن الوضع صعب جدًا على العائلة، خاصة في ظل عدم قدرتهم على السفر إلى السويد.

هل يُدفن السر مع صاحبه؟

سيُدفن عبد المجيد اليوم وسط خوف حقيقي من أن تُطوى صفحته دون إجابة. وتبقى قضيته جرحًا مفتوحًا في قلب أسرته والجالية التونسية، في انتظار الحقيقة — أو على الأقل احترام حق العائلة في معرفتها.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!