كشف موقع الجيش الأمريكي أمس أن عسكريين أمريكيين نفذوا خلال الفترة الممتدة من 6 إلى 24 أكتوبر تدريبًا لفائدة القوات المسلحة التونسية ولواء القوات الخاصة، وذلك بمعسكر رمادية في تونس، في إطار تعزيز قدرات العمل المدني-العسكري.
وشمل التدريب، الذي أشرف عليه فريق الشؤون المدنية العامل بتونس، تقديم دروس نظرية وتطبيقية حول المهام الأساسية لعمليات الشؤون المدنية، من بينها التواصل مع المدنيين والاستطلاع المدني، قبل الانتقال إلى محاور أكثر تقدّمًا ركّزت على دور هذه العمليات في مجابهة التنظيمات المتطرفة العنيفة. كما تمّ دعم الجانب النظري بتمارين ميدانية في بيئات تدريب تحاكي الواقع العملياتي.

ويأتي هذا التدريب ضمن سلسلة دورات سابقة استفاد منها عسكريون تونسيون منذ شهر جوان 2025، حيث تمّ إلى حدّ الآن تخريج 37 عنصرًا من وحدات مختلفة، مع الترفيع في مدة الدورات من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع استجابة لطلب الجانب التونسي.
وأوضح الرائد برادلي سوارتزلاندر، قائد فريق الشؤون المدنية الأمريكي أن مهمة الفريق تتمثل في تعزيز الشراكة التونسية-الأمريكية، ودعم قدرة تونس على إدارة العمليات المدنية-العسكرية بشكل أكثر نجاعة، بما يسهم في تقاسم الأعباء الأمنية وتحسين التنسيق بين المؤسسة العسكرية والسكان المدنيين.
وأشار إلى أن هذا النوع من التدريب يساعد تونس على مواجهة تحديات داخلية من بينها التطرّف العنيف والتهريب غير المشروع وأمن الحدود، كما يدعم طموحها في لعب دور إقليمي فاعل في مجال الأمن، إلى جانب تحسين تبادل المعلومات مع المواطنين.
وأضاف أن فرق الشؤون المدنية تشارك كذلك في دعم برامج تدريب أخرى داخل تونس، وتساهم في التمارين المشتركة، إضافة إلى تعزيز قدرات الاستجابة للأزمات بالتنسيق مع السفارة الأمريكية.
من جهته، شدد أحد ضباط الشؤون المدنية المشاركين في التدريب على أن العمليات العسكرية الحديثة لم تعد تقتصر على ساحات القتال التقليدية، بل أصبحت تشمل مجتمعات كاملة، ما يجعل التعامل مع المدنيين عنصرًا أساسيًا في الجاهزية العسكرية، خاصة في سياقات مكافحة الإرهاب والتمرد.

وبيّن أن فرق الشؤون المدنية تعمل على الحد من التأثيرات السلبية للعمليات العسكرية على حياة المدنيين واقتصادهم، بما يعزز الثقة والتعاون بين الجيش والسكان، وهو عامل حاسم في نجاح العمليات الأمنية.
كما أكد عسكريون مشاركون في التدريب أن جمع المعطيات من البيئة المدنية وتحليلها يساهم في مساعدة القيادات العسكرية على اتخاذ قرارات أدق، تقلّل من الأضرار الجانبية وتحافظ على استقرار المناطق التي تنفذ فيها العمليات.
وأشار مسؤولون أمريكيون إلى أن القيادة العسكرية التونسية باتت تدرك أهمية هذه المهارات، سواء في المهام داخل البلاد أو في عمليات حفظ السلام بالخارج، وهو ما يفسّر التوسّع في محتوى ومدة الدورات التدريبية.
واختتم المصدر ذاته بالتأكيد على أن وزارة الدفاع التونسية طلبت إطلاق مرحلة رابعة من هذا البرنامج، تركّز على تكوين المكوّنين، في خطوة تهدف إلى تعزيز قدرات تونس كفاعل أمني إقليمي، على أن يتم تنفيذ هذه المرحلة في وقت لاحق من سنة 2026.

