سيطرت ثلاثة محاور على النقاش الدولي في مهرجان لوكارنو السينمائي 2025، الذي أقيم بين 6 و16 أغسطس في سويسرا: غزة، لبنان، وحضور المخرج الفرنسي-التونسي عبد اللطيف كيشيش المثير للجدل.
لأول مرة منذ 22 شهرًا، كسر المخرج الإيطالي جيونا نازارو صمت المهرجانات الغربية تجاه القضية الفلسطينية، معلنًا دعم المهرجان للشعب الفلسطيني. جاء ذلك خلال خطاب أمام 8 آلاف متفرج في Piazza Grande، حيث أكد على ضرورة تسليط الضوء على المأساة الإنسانية في غزة نتيجة القصف والمجاعة.
كما تم عرض الفيلم الفلسطيني “مع حسن في غزة” للمخرج كمال الجفري، الذي يوثق الحياة اليومية في غزة عام 2001، ويبرز الصمود البشري وسط الدمار، مما جعل القضية الفلسطينية محور اهتمام عالمي للمهرجان.
حضر لبنان من خلال فيلم “حكايات الأرض الجريحة” للمخرج العراقي عباس فاضل، الذي صور آثار الهجوم الإسرائيلي على جنوب لبنان عام 2024، مسلطًا الضوء على جهود المجتمع المحلي لإعادة بناء ما دمرته الحرب، مع التركيز على الحياة اليومية للسكان وصمودهم أمام الدمار.
الجانب التونسي تمثل في عبد اللطيف كيشيش، صاحب سلسلة أفلام “مكتوب”، الذي عرض الجزء الثاني من سلسلته “Mektoub, My Love: Canto Due”. ورغم المشاكل السابقة المتعلقة بتصويره وتعاملاته مع الممثلات، إلا أن الفيلم جذب اهتمام النقاد والجمهور، واستمر كيشيش في تقديم سرد سينمائي يعكس الحياة العربية في فرنسا بأسلوبه المميز، المثيرة للجدل.
مهرجان لوكارنو 2025 لم يقتصر على السينما الترفيهية، بل كان منصة للتعبير السياسي والاجتماعي، حيث أسهمت الأفلام العربية في لفت الأنظار إلى القضايا الإنسانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
يعتبر هذا المهرجان دليلاً على قدرة السينما على الجمع بين الفن والسياسة، وعلى أهمية السينما العربية والتونسية في طرح قضايا حساسة على الصعيد العالمي.

