أكدت مصادر من هواة الطيران العسكري والمراقبة الجوية، انطلاق قاذفتين على الأقل من طراز B-2 سبيريت من قاعدة وايت مان الجوية في ولاية ميزوري الأميركية، فجر اليوم، باتجاه قاعدة أندرسن الجوية في جزيرة غوام بالمحيط الهادئ، في تحرك عسكري غير مسبوق منذ أشهر، وسط ترقّب لردٍّ أميركي محتمل على التصعيد بين إسرائيل وإيران.
ويأتي هذا التحرك بعد أيام من عمليات إعادة تموضع واسعة لطائرات التزود بالوقود من طرازي KC-135 ستراتوتانكر وKC-46 بيغاسوس من عدة قواعد داخل الولايات المتحدة، ما مهد الطريق لرحلة طويلة المدى للقاذفات الاستراتيجية الشبحية.
تمهيد لهجوم؟
رغم أن الوجهة المعلنة حتى اللحظة هي غوام، إلا أن مراقبين لا يستبعدون أن تكون هذه الخطوة تمهيدًا لانتقال القاذفات لاحقًا إلى قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، وهي القاعدة الأميركية الأقرب جغرافيًا إلى إيران. من هذه القاعدة، تستطيع قاذفات B-2 تنفيذ ضربات مباشرة دون الحاجة للتحليق فوق أراضٍ أجنبية، مما يقلل من احتمال كشف العملية ويعزز من عامل المفاجأة.
قدرة تدميرية هائلة
تُعرف قاذفات B-2 بقدرتها على حمل القنبلة الخارقة للتحصينات GBU-57 (MOP)، وهي من بين أقوى الأسلحة التقليدية في الترسانة الأميركية، وتُعد القنبلة الوحيدة القادرة على تدمير المنشآت النووية المحصنة مثل موقع “فوردو” الإيراني.
وتعيد هذه الخطوة إلى الأذهان المهمة التاريخية التي نفذتها قاذفات B-2 في عام 2001، حين أقلعت من قاعدة وايت مان ونفذت ضربات في أفغانستان قبل أن تهبط في دييغو غارسيا، بعد رحلة دامت أكثر من 44 ساعة.
تزامنًا مع تحركات القاذفات، أُعلن عن توجه مجموعة حاملة الطائرات نيميتز (CVN 68) إلى منطقة الشرق الأوسط، لتنضم إلى حاملة الطائرات كارل فنسون (CVN 70)، ضمن الأسطول الأميركي الخامس. وترافق نيميتز تشكيلات جوية من طائرات F/A-18 سوبر هورنيت وطائرات الحرب الإلكترونية EA-18G Growler، والتي يمكنها توفير مظلة تشويش وضربات ضد الدفاعات الجوية المعادية.
في الأثناء، تستعد حاملة الطائرات الأحدث جيرالد فورد (CVN 78) لمغادرة الساحل الشرقي الأميركي باتجاه أوروبا، وقد يتم تحويل مسارها لاحقًا نحو الشرق الأوسط، بحسب تطورات الوضع.
