أكد السيد عبد الوهاب الهاني الخبير الدولي في حقوق الإنسان و عضو سابق بلجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب ان فريق “الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا” إنجازًا علميًا لافتًا بحصوله على المركز السادس عالميًا في مسابقة “تحدي برمجة الروبوتات” (Kibo-RPC)، التي ينظمها مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي (UNOOSA)، بالشراكة مع وكالة الفضاء اليابانية (JAXA). وبفضل هذا الترتيب المتقدم، تأهل الفريق إلى الجولة النهائية، حيث ستتاح له الفرصة لإطلاق طائرته بدون طيار (روبوت) إلى محطة الفضاء الدولية (ISS) وتنفيذ مهمات واقعية في بيئة منعدمة الجاذبية.
وتكمن أهمية هذا الإنجاز في تزايد الحاجة عالميًا إلى تطبيقات الروبوتات في الفضاء، سواء في المدار الأرضي أو ضمن خطط بناء اقتصاد قمري مستقبلي، حيث يُنتظر أن تلعب التقنيات المتقدمة والتحكم عن بُعد دورًا محوريًا في عمليات الاستكشاف والصيانة. وتمثل هذه المشاركة خطوة طموحة نحو تمكين الأجيال القادمة من البرمجة والتشغيل في بيئات فضائية حقيقية.
وتتمحور المسابقة حول برمجة طائرة بدون طيار في محطة الفضاء الدولية لأداء مهام محددة تشمل التعرف على الصور من مواقع مختلفة، ثم العودة لإبلاغ رائد الفضاء والتقاط صورة للزاوية التي يحددها لاحقًا. ويجري تقييم الفرق بناءً على دقة الحركة، وفعالية التعرف على الصور، والسرعة في تنفيذ المهام.
وقد شارك في دورة هذا العام 51 فريقًا يمثلون 25 دولة حول العالم، بمجموع 235 مشاركًا من نخبة الطلبة والمهندسين الشباب. ومما يبعث على الأسف، غياب الفرق التونسية عن هذه المنافسة رغم أهميتها المتزايدة وارتباطها المباشر بمجالات الذكاء الاصطناعي والفضاء والروبوتات، ما يطرح تساؤلات حول سبل دعم الكفاءات الوطنية وتشجيعها على الانخراط في مثل هذه التحديات العالمية.

