أثار الوزير السابق فوزي عبد الرحمان جدلًا جديدًا حول واقع حرية التعبير في تونس، بعد أن أعلن عن حذف الجزء السياسي من تدخله في برنامج “بوليتيكا” الذي بثّته إذاعة “جوهرة أف أم” يوم الثلاثاء 23 جويلية الجاري.
وقال عبد الرحمان، في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية، إنه تلقى دعوة من الإعلامي زهير الجيس للمشاركة في البرنامج للحديث عن الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد، مضيفًا أن الحصة تم بثها على أمواج الأثير كالمعتاد، إلى جانب نقلها المباشر عبر الصفحة الرسمية للإذاعة.
إلا أنه فوجئ، بحسب روايته، بحذف الفقرة السياسية بالكامل من صفحة الإذاعة، فيما تم الإبقاء على بقية فقرات البرنامج. وأكد أن الصحفي زهير الجيس لم يكن على علم مسبق بالقرار، وقد تفاجأ هو الآخر عند معاينته لحذف جزء من المحتوى.
وأشار الوزير السابق إلى أن مداخلاته الإعلامية لم تتضمن ثلبًا أو شتمًا، بل تناولت تحليلًا عقلانيًا للوضع العام في البلاد، إلى جانب توجيه نقد للسلطة، مع دعواته المتكررة لمناظرات حول القضايا التي تهم التونسيين، “لكن دون جدوى”، على حدّ تعبيره.
وقال عبد الرحمان إنّه كان قد أشاد في بداية الحصة بإذاعة جوهرة أف أم واعتبرها من “آخر قلاع حرية التعبير في البلاد”، معبّرًا عن خيبته بعد أن طاله قرار الحذف.
وختم بتوجيه رسالة إلى إدارة الإذاعة، مطالبًا إياها بإحترام ضيوفها وتوضيح أسباب حذف الحصة التي وصفها بـ”العادية جدًا مقارنة بباقي الحصص السابقة”، معتبرًا أن قرار الحذف يعكس تضييقًا متزايدًا على حرية التعبير، حتى في الفضاءات التي كانت تُعرف بانفتاحها وتعدد أصواتها.
وفي تطور لافت، نشر الصحفي زهير الجيس تدوينة مقتضبة على صفحته الرسمية جاء فيها: “لكل بداية نهاية، ولكل نهاية بداية جديدة – J-9”، ما فُهم منه أنه يلمّح ربما إلى نهاية مشواره مع إذاعة جوهرة أف أم، دون أن يوضح ما إذا كان ذلك مرتبطًا بشكل مباشر بما حدث في هذه الحلقة.
