فتحت السلطات الفرنسية تحقيقًا رسميًا مع نادي “باسين دو كروسول” للرقبي، الواقع في بلدة غيليراند-غرانج جنوب شرق فرنسا، على خلفية شكاوى تتعلق بإساءات عنصرية موجهة للاعبين من قبل زملائهم، من بينهم لاعب مراهق من أصول مغاربية يُدعى خاليص.
وبحسب المعلومات المتداولة، فقد تم تعليق عمل مدرب الفريق منذ ديسمبر 2024، بعد أن أبلغ اللاعب عن تعرضه لإهانات متكررة في غرفة الملابس، وفي الحافلة، وأثناء التمارين، بينها عبارات مثل: “أنت أسمر جدًا”، و”بائع سجاد”، و”عربي قذر”.
الضحية: “أردوني أن أنكر هويتي”
خاليص، الذي التحق بفئة الناشئين تحت 14 عامًا في النادي، تحدث عن تدهور أوضاعه النفسية والرياضية بعد انتقاله لفئة تحت 16 سنة، حيث أصبح يتعرض باستمرار للتمييز والتهميش. وقال في شهادته إنه حين تحدث إلى المدرب بخصوص هذه التصرفات، طلب منه الأخير أن يذهب لزملائه ويخبرهم بأنه “يأكل لحم الخنزير، ولا يخالط العرب، وليس متدينًا” – في إشارة إلى محاولة تبرئة نفسه من هويته الثقافية والدينية.
اللاعب وصف تلك اللحظة بقوله: “قلت له إن هذا عنصرية، لكنه اكتفى بهز كتفيه”.
أدلة في مجموعات المحادثة
تشير التحقيقات إلى وجود رسائل وصور ذات طابع عنصري في مجموعة “واتساب” الخاصة بالفريق، منها استطلاع رأي بعنوان “مع أو ضد العرب”، وصور تمجد النازية، وأخرى تُظهر أحد اللاعبين – الذي تبين لاحقًا أنه ابن نائب رئيس النادي – وعلى ظهره مرسوم صليب معقوف.
رد النادي والمنظمات الحقوقية
من جانبه، قال مدير نادي “باسين دو كروسول” إنه تدخل فور علمه بالحادثة في أفريل 2024، مؤكدًا رفضه لأي سلوك عنصري داخل المؤسسة، ومشيرًا إلى أن المدرب لم تُسجل بحقه شكاوى سابقة خلال أكثر من عشرين عامًا من العمل.
إلا أن والدة اللاعب أعربت عن خيبة أملها لكون المدرب ما زال يحضر المباريات ويتواصل مع اللاعبين رغم قرار الإيقاف، مشيرة إلى أن النادي “فضل حماية نفسه بدلًا من حماية الضحايا”.
جمعية LICRA (الرابطة الدولية لمناهضة العنصرية ومعاداة السامية) دخلت على خط القضية وقدّمت شكوى رسمية، متهمة النادي بالتقصير في التعامل مع الوضع، لا سيما بعد فشل وساطة كانت مقررة مع بلدية غيليراند-غرانج.
“ما بعد كريبول”: مناخ متوتر وخطاب متصاعد
بحسب باتريك كاهن، رئيس لجنة الرياضة في المنظمة، فإن مناخ التوتر العنصري في المنطقة ازداد بعد حادثة مقتل الشاب توماس في بلدة كريبول، معتبرًا أن هذه الحادثة فتحت الباب أمام تصاعد الخطاب العنصري والعداء للأجانب في المنطقة.
وقال كاهن: “البعض بات يعتقد أنه يمكنه قول ما يشاء دون عواقب، رغم وجود عقوبات قانونية تصل إلى السجن والغرامة”.
بداية جديدة في نادٍ آخر
حالياً، انضم خاليص إلى نادٍ آخر في منطقة مختلفة، وأكد أنه لا ينوي العودة إلى ناديه السابق. واختتم تصريحه بالقول: “لقد غيرتني هذه التجربة. أنا غاضب. لا أريد رؤيتهم مجددًا”.

