قبل يومين فقط من دخول سنة 2026 أعلنت شركة الخطوط التونسية عن تسجيل خسارة مالية صافية قُدّرت بحوالي 230 مليون دينار خلال السنة المالية 2022، وفق القوائم المالية التي كشفت عنها الشركة، رغم التحسن الملحوظ في مستوى النشاط بعد التراجع الحاد الذي شهدته خلال فترة جائحة كورونا.
وأظهرت النتائج أن رقم معاملات الشركة عرف ارتفاعًا كبيرًا مقارنة بسنة 2021، مدفوعًا أساسًا بعودة حركة النقل الجوي وانتعاش الطلب على السفر، غير أن هذا التحسن لم يكن كافيًا لتغطية الأعباء الثقيلة التي ما تزال تثقل كاهل الناقلة الوطنية. وتعود أسباب هذه الخسارة بالخصوص إلى الارتفاع الكبير في كلفة الوقود، وزيادة المصاريف التشغيلية، إضافة إلى الأعباء المالية المرتبطة بالمديونية المتراكمة، فضلًا عن اختلالات هيكلية مزمنة تتعلق بالتصرف والحوكمة وحجم كتلة الأجور.
كما بيّنت المعطيات أن الوضعية المالية لتونس إير ما تزال دقيقة، في ظل تواصل العجز وتآكل الأموال الذاتية، وهو ما يطرح تحديات جدية أمام استمرارية الشركة وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها. وفي السياق ذاته، تؤكد إدارة الخطوط التونسية أن هذه النتائج تندرج ضمن مرحلة انتقالية، مشيرة إلى العمل على تنفيذ برنامج إصلاح وإعادة هيكلة يهدف إلى التحكم في التكاليف، وتحسين المردودية التجارية، وتطوير الأسطول والخدمات، بما يضمن استعادة التوازن المالي وتحسين أداء الشركة خلال السنوات القادمة.

