الرئيسيةآخر الأخبارقضية التونسي نزار الطرابلسي: إتفاق أمريكي–بلجيكي يقطع الطريق أمام تسليمه إلى تونس...

قضية التونسي نزار الطرابلسي: إتفاق أمريكي–بلجيكي يقطع الطريق أمام تسليمه إلى تونس وبروكسيل في مأزق

عاد التونسي نزار طرابلسي، المولود سنة 1970 بصفاقس، إلى بلجيكا بعد مسار قضائي وأمني معقد امتد لأكثر من 24 عامًا. طرابلسي كان لاعب كرة قدم محترفًا في ألمانيا قبل أن ينقطع مشواره سنة 1995 بسبب قضية تعاطي الكوكايين، ثم انخرط في التيار الإسلامي المتشدد.

في 13 سبتمبر 2001، وبعد يومين فقط من هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة، أوقف في منطقة أوكل ببروكسل للاشتباه في انتمائه إلى تنظيم القاعدة. التحقيقات كشفت عن تخطيطه لتفجير شاحنة مفخخة في قاعدة “كلين بروغيل” العسكرية البلجيكية-الأمريكية، بهدف قتل أكبر عدد ممكن من الجنود الأمريكيين. هذه القاعدة تُذكر كثيرًا كموقع محتمل لتخزين رؤوس نووية، رغم عدم تأكيد ذلك رسميًا.

أثناء محاكمته، اعترف طرابلسي بلقاء أسامة بن لادن في أفغانستان، وزعم أنه كُلّف بتنفيذ عملية انتحارية، لكنه تراجع لاحقًا عن هذه الاعترافات واعتبرها ملفقة. في 2004، قضت المحاكم البلجيكية بسجنه 10 سنوات بتهم التخطيط لاعتداء، وحيازة أسلحة بشكل غير قانوني، والانتماء إلى القاعدة.

في 2013، وبعد انتهاء محكوميته في بلجيكا، تم تسليمه إلى الولايات المتحدة لمحاكمته بتهم “محاولة قتل أمريكيين خارج البلاد”، رغم الجدل القانوني حول مبدأ “عدم محاكمة الشخص مرتين عن نفس الجرم” وتحذيرات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان. قضى هناك عشر سنوات إضافية في ظروف احتجاز قاسية ومعظمها في عزلة، قبل أن يبرئه القضاء الأمريكي في 14 يوليو 2023 لعدم كفاية الأدلة.

رغم تبرئته، بقي محتجزًا في مركز للمهاجرين غير النظاميين في ولاية فرجينيا، في انتظار حل قضيته. القضاء البلجيكي مارس ضغوطًا على الحكومة لإعادته، بل وفرض عليها غرامة يومية قدرها 15 ألف يورو لامتناعها عن التنفيذ.

عودة طرابلسي اليوم إلى بلجيكا لا تعني نهاية الجدل، إذ إنه لا يحمل إقامة قانونية ولا الجنسية البلجيكية، فيما تستبعد إعادته إلى تونس بسبب حكم غيابي صدر بحقه عام 2005 بالسجن 20 سنة من قبل محكمة عسكرية، استنادًا إلى اعترافات انتُزعت تحت التعذيب. كما ينص اتفاق تسليمه من الولايات المتحدة إلى بلجيكا على منعه من إعادة التسليم إلى تونس، نظرًا لخطر تعرضه للتعذيب أو المعاملة اللاإنسانية، وهو ما أكده خبراء ومنظمات مثل “أمنستي”.

اليوم، يقيم طرابلسي في مركز احتجاز مغلق ببلجيكا، وسط مأزق قانوني وإنساني: لا يمكن ترحيله إلى تونس ولا يبدو أن السلطات راغبة في منحه إقامة. وبينما تتدهور حالته الصحية، يخطط للانضمام إلى زوجته السابقة المقيمة في بروكسل، ما قد يفتح فصلاً قضائيًا جديدًا في قضيته المستمرة منذ ربع قرن.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!