الرئيسيةآخر الأخبارقمة شرم الشيخ ترسم ملامح المرحلة المقبلة في غزة ...ما الذي تقرر

قمة شرم الشيخ ترسم ملامح المرحلة المقبلة في غزة …ما الذي تقرر

اختُتمت في مدينة شرم الشيخ القمة الدولية حول غزة بمشاركة عدد من القادة العرب والأوروبيين، وأسفرت عن مجموعة من القرارات التي تمثل منعطفًا مهمًا في مسار الأزمة، أبرزها تثبيت وقف إطلاق النار، واستئناف العمليات الإنسانية، والتحضير لإعادة الإعمار في إطار رؤية شاملة للسلام والأمن في المنطقة.

وقف إطلاق النار واستئناف المساعدات
أكدت القمة على “تقديس وقف إطلاق النار” باعتباره خطوة أساسية لعودة العمليات الإنسانية في قطاع غزة، مع توجيه الشكر إلى المفاوضين الذين ساهموا في إنجاح هذا المسار، والدعوة إلى لمّ شمل العائلات الفلسطينية التي تفرقت بسبب الحرب.

المرحلة الإنسانية وإعادة الإعمار
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال القمة، عن تنظيم مؤتمر إنساني أورو-عربي بالتعاون مع مصر خلال الأسابيع المقبلة، بهدف تنسيق الجهود لاستئناف المساعدات بشكل دائم، وتكثيف حجم الإمدادات الإنسانية والطبية، والسماح بدخول جميع المنظمات الإغاثية إلى القطاع دون استثناء.
وأكدت فرنسا أنها ستواصل دعمها الإنساني عبر المنظمات غير الحكومية ومركز الأزمات التابع لوزارة الخارجية الفرنسية.

الأمن والاستقرار
تم الاتفاق على إنشاء قوة دولية للمساعدة في الاستقرار، تكون مهمتها تدريب الكوادر الأمنية الفلسطينية ونشر عناصر دولية بالتنسيق مع إسرائيل، لضمان نزع سلاح حركة حماس وتأمين بيئة آمنة ودائمة.
وستشارك فرنسا والاتحاد الأوروبي في هذه الجهود عبر بعثات أوروبية متخصصة وبالتعاون مع مصر والأردن.

الحوكمة الفلسطينية والإصلاح السياسي
دعت القمة إلى تشكيل لجنة إدارية فلسطينية مؤقتة تتولى إدارة شؤون غزة، في انتظار نقل كامل الصلاحيات إلى السلطة الفلسطينية التي وُصفت بأنها “الجهة الشرعية الوحيدة”.
وشدد البيان الختامي على ضرورة إصلاح السلطة الفلسطينية في العمق، ضمن الخطة الفرنسية-السعودية، وهي إصلاحات تشمل القوانين الخاصة بالأسرى، والمناهج التعليمية، وتنظيم الانتخابات.
الرئيس محمود عباس، الذي حضر القمة، جدّد التزامه بهذه الإصلاحات وقدم عرضًا للتقدم المحرز في هذا الاتجاه.

الدور الفرنسي والعربي في مسار السلام
ذكّر ماكرون بأن الجهود الفرنسية والسعودية، التي أفضت إلى “إعلان نيويورك” و”مؤتمر الحل على أساس الدولتين”، خلقت إجماعًا دوليًا واسعًا على خريطة طريق للسلام، صادقت عليها 142 دولة.
وأضاف أن هذه الديناميكية ساهمت في صياغة الخطة الأميركية الخاصة بالاستقرار ونزع سلاح حماس وإصلاح السلطة الفلسطينية.
وقال ماكرون: “نحن في بداية الطريق، لكننا مصممون على بناء سلام عادل ودائم، وفرنسا ستتحمل مسؤولياتها كاملة”.

القوة الدولية المنتظرة ودورها
اتفقت الدول المشاركة على دعم قرار جديد في مجلس الأمن لتحديد إطار القوة الدولية للاستقرار التي ستساند القوات الإقليمية.
وأكدت فرنسا أنها وضعت بالفعل قدرات تخطيط تحت تصرف القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM)، في انتظار تسريع تدريب القوات الفلسطينية وضمان الشفافية الكاملة مع إسرائيل.

بهذا، تُرسي قمة شرم الشيخ أسس مرحلة جديدة بعد الحرب، تقوم على ثلاثية واضحة:
وقف إطلاق النار – المساعدات الإنسانية – الحوكمة الفلسطينية الجديدة، ضمن رؤية دولية لإعادة إعمار غزة وإعادة إطلاق مسار السلام على أساس حل الدولتين.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!