بدأ رسميًا في إسطنبول القمة الثلاثية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة. التقى القادة الثلاثة في مكتب العمل الرئاسي في دولما بهتشه، الواقع على الساحل الأوروبي لمضيق البوسفور، حيث استقبل أردوغان القائدين الحكوميين في مراسم رسمية منفصلة. وفقًا لوكالة الأنباء التركية “الأناضول”.
تجري القمة خلف أبواب مغلقة، وتعد لحظة هامة من التنسيق السياسي والاستراتيجي بين الدول الثلاث، حيث تشمل أجندتها أهم الملفات الإقليمية: التعاون الاقتصادي، الأمن، استغلال الموارد الطاقوية في البحر الأبيض المتوسط، والهجرة.
كما يشارك في الاجتماع عن الجانب التركي كل من وزير الخارجية هاكان فيدان، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم كالين، والمستشار السياسي والأمني للرئاسة أكيف جاغاتاي كيليش.
يذكر انه في جوان الماضي أجرى رئيس جهاز الاستخبارات التركية إبراهيم كالين زيارة غير معلنة إلى العاصمة الليبية طرابلس، حيث التقى بعدد من قادة المليشيات المسلحة النافذة في المدينة، وسط تصاعد التحشيدات العسكرية والانقسامات السياسية العميقة.
وبحسب مصادر مطلعة، شملت اللقاءات شخصيات بارزة من التشكيلات المسلحة المسيطرة على مفاصل أمنية ومؤسساتية حيوية، أبرزها “قوة الردع الخاصة” بقيادة عبد الرؤوف كارة، التي تسيطر على مواقع مثل مطار معيتيقة والبنك المركزي الليبي ومؤسسة النفط الوطنية.
كما جاءت زيارة إبراهيم كالين بعد تغييرات ملحوظة في طريقة تعاطي أنقرة مع الملف الليبي، فبدلا من التدخل العسكري المباشر كما حدث في 2020، تتجه تركيا الآن إلى هندسة تحالفات محلية عبر دعم مليشيات محددة، ما يعد تحولا من “الدعم الحكومي” إلى “إدارة الواقع الميداني”.

