الرئيسيةآخر الأخباركندا تدرس فرص الاستثمار في تونس في مجال الطيران والفضاء

كندا تدرس فرص الاستثمار في تونس في مجال الطيران والفضاء

انطلق في تونس فريق من المندوبين التجاريين التابعين لسفارة كندا بعقد اجتماع مع ممثلات تجمع الصناعات التونسية للطيران والفضاء (GITAS)، في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين تونس وكندا. وتم خلال الاجتماع بحث سبل تطوير التعاون الثنائي في مجال الصناعات الجوية والفضائية، كأحد القطاعات ذات القيمة المضافة العالية والقدرات التكنولوجية المتقدمة، مع التركيز على توسيع الشراكة والاستثمار المشترك بين المؤسسات الكندية ونظيراتها التونسية، إضافة إلى تشجيع نقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات في مجال تصنيع مكونات الطائرات، الهندسة الميكانيكية الدقيقة، وتطوير الحلول الرقمية الموجهة لصناعة الطيران.

وأكد الطرفان على الدور الاستراتيجي لتونس كموقع صناعي متقدم في منطقة جنوب المتوسط، بفضل كفاءات مواردها البشرية العالية، وموقعها الجغرافي القريب من الأسواق الأوروبية والإفريقية، مما يجعلها وجهة واعدة للشركات الكندية الراغبة في توسيع حضورها الدولي في مجال الصناعات المتطورة.

تونس تجد في هذا الاهتمام الكندي فرصة لتعزيز صناعتها الجوية والفضائية، خصوصًا وأن القطاع الكندي يُعد من الأكثر تقدمًا عالميًا، حيث بلغ حجم مساهمته نحو 34 مليار دولار كندي في الناتج المحلي لعام 2024، ويوفر أكثر من 225 ألف وظيفة مباشرة، مع نسبة تصدير تصل إلى أكثر من 70% من إجمالي الإنتاج.

تشمل الصناعة الكندية تصنيع الطائرات المدنية والخاصة، المحركات، أنظمة الهبوط، أجهزة المحاكاة والتدريب، فضلاً عن قطاع الفضاء، حيث تتصدر شركات مثل Bombardier وPratt & Whitney Canada وCAE Inc. وMDA Space Ltd. السوق العالمي في مجالات المحركات والمحاكاة والتدريب والأقمار الاصطناعية، وتستثمر بشكل مكثف في البحث والتطوير والابتكار التكنولوجي.

وتتركز الأنشطة الصناعية في كندا في مقاطعة كيبك ومونتريال، حيث توجد مراكز تصنيع Bombardier وCAE، إضافة إلى شبكة كبيرة من الموردين، بينما تأتي أونتاريو ثانية في التركيز على الإلكترونيات والتقنيات الرقمية للطيران، فيما تتوزع باقي الخدمات والصيانة والتدريب في غرب كندا والمناطق الأطلسية. وبالرغم من التحديات المرتبطة بالمنافسة العالمية والتحوّل نحو الطيران الأخضر، فإن تونس تستطيع استثمار هذه الشراكات عبر إقامة مصانع لتجميع المكونات، إنشاء مراكز صيانة وإصلاح، وتوطين مراكز التدريب الإقليمية للطيارين والفنيين، بما يعزز خبرتها الصناعية ويزيد من صادراتها إلى الأسواق الأوروبية والإفريقية.

إن الاجتماعات الأخيرة بين المندوبين التجاريين الكنديين وGITAS تؤكد أن تونس ليست مجرد موقع تصنيعي، بل منصة مستقبلية للتعاون التكنولوجي، تمهّد الطريق أمام شراكات صناعية استراتيجية يمكن أن تغير المشهد الاقتصادي في جنوب المتوسط، وتضع تونس على خريطة الاستثمارات العالمية في الصناعات المتقدمة، مع فوائد ملموسة في نقل التكنولوجيا، تطوير المهارات، وزيادة القيمة المضافة للاقتصاد الوطني ولتونس تجربة رائدة مع العملاق الأوروبي في صناعة الطائرات ايرباص .

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!