مع انطلاق موسم العمرة الجديد 2025/2026، لاحظ عدد من المواطنين التونسيين ارتفاعًا ملحوظًا في كلفة الرحلات نحو البقاع المقدسة، وهو ما أثار تساؤلات حول الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذه الزيادة.
في تصريح لـ”موزاييك”، أوضح كمال عزوز، مدير الحج والعمرة بوزارة الشؤون الدينية، أن الاختلاف في أسعار العمرة بين وكالات الأسفار يعود بالأساس إلى طبيعة الخدمات المقدّمة. فبعض الوكالات تقترح إقامات فاخرة في فنادق خمس نجوم قريبة من الحرم، وهو ما يرفع من تكلفة البرنامج، في حين توفّر وكالات أخرى إقامات أبعد أو أقل تصنيفًا بأسعار أقل.
وأشار عزوز إلى أن هذا الموسم يشهد تطورًا تنظيميًا ملحوظًا يتمثل في اعتماد منصة “نسك” الإلكترونية التابعة لوزارة الحج والعمرة السعودية. هذه المنصة تُمكّن من مراقبة جميع تفاصيل الرحلة مسبقًا، من نوعية الإقامة إلى شركة النقل، ما يضمن، بحسب قوله، حقوق المعتمر التونسي بشكل أفضل.
من جانبه، أكد سامي سعيدان، نائب رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار، أن الزيادة المرتقبة في كلفة العمرة لهذا الموسم تُقدّر بحوالي 10% مقارنة بالسنة الماضية. وأرجع ذلك إلى عدة أسباب أبرزها:
- ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، التي تمثل نحو 60% من التكلفة الجملية.
- ارتفاع معاليم التأشيرة، والتي تتراوح بين 600 و650 دينارًا.
- تقلبات سعر صرف الدولار والريال السعودي، مما يزيد من كلفة الخدمات المسعّرة بالعملة الأجنبية.
وشدّد سعيدان على أهمية إبرام عقود واضحة بين المعتمر ووكالة الأسفار، باعتبارها وثيقة قانونية تحفظ حقوق الطرفين وتجنّب الوقوع في فخّ الوعود غير المضمونة أو الخلافات في جودة الخدمات المقدّمة.
في جانب إيجابي، ثمّن نائب رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار الافتتاح المبكّر لموسم العمرة هذه السنة، مشيرًا إلى أن الموسم سيمتد على سبعة أشهر، في حين لم يكن يتجاوز الثلاثة أشهر في السابق. وأشاد في هذا السياق بتفاعل وزارات الشؤون الدينية والسياحة والبنك المركزي مع مطالب المهنيين، وهو ما يُعدّ خطوة مهمة لتطوير هذا القطاع الحيوي.

