في ظرف أقل من عامين فقط، تحوّلت Geely EX2 من اسم شبه مجهول خارج الصين إلى واحدة من أكثر السيارات الكهربائية تداولًا في التقارير العالمية. سيارة صغيرة الحجم، لكن تأثيرها كان كبيرًا جدًا. في سوق ضخم كيما السوق الصيني، وين يُباع أكثر من 25 مليون سيارة في العام، النجاح ما يجيش بالصدفة، والأرقام ما ترحمش، ومع هذا، EX2 قدرت تفرض روحها بقوة.
في سنة 2025 وحدها، تجاوزت مبيعات EX2 في الصين حاجز 400 ألف سيارة، رقم استثنائي لسيارة كهربائية حضرية جديدة، والأهم أن هذا الرقم تحقق في وقت قياسي، بعيدًا عن خمس أو ست سنوات التي تحتاجها سيارات أخرى لتصل لنفس المستوى. في بعض الأشهر، قُرّبت المبيعات الشهرية من 40 ألف وحدة، وهو مستوى عادة ما تحققه سيارات شعبية بمحركات حرارية، وليس موديل كهربائي جديد. وفي أوت 2025، أصبحت EX2 ثاني أكثر سيارة كهربائية مبيعًا في العالم بعد Tesla Model Y، متقدمة على عشرات الموديلات الأوروبية واليابانية ذات التاريخ الطويل والحضور الواسع.
سر هذا النجاح يكمن في المعادلة الذكية التي تبنتها جيلي: سعر منخفض نسبيًا يبدأ من ما يعادل 9 إلى 13 ألف دولار حسب النسخة، مع مدى قيادة بين 310 و410 كيلومتر وتجهيزات لا تجعلك تشعر أنك في سيارة اقتصادية بالكامل. المستهلك الصيني وجد فيها الحل العملي: سيارة حضرية للذهاب للعمل، الجامعة، والتنقل اليومي، بدون القلق من البنزين أو مصاريف الصيانة الكبيرة.
ومع هذه الأرقام القوية، لم تتوقف جيلي عند حدود الصين. EX2 بدأت تدريجيًا في الانتشار خارج سوقها الأصلي، حيث تم إطلاقها في البرازيل لتدخل خلال أسابيع قليلة ضمن أكثر السيارات الكهربائية مبيعًا في فئتها، مما يؤكد قدرتها على النجاح خارج بيئتها الأصلية، ومؤشرًا على أن نجاحها عالمي وليس محليًا فقط.
تونس اليوم على موعد مع هذا النموذج، وسوقها رغم صغره، يعيش نفس التحولات: ارتفاع أسعار الوقود، اهتمام متزايد بالسيارات الكهربائية، وبحث واضح عن حلول تنقل أقل كلفة على المدى المتوسط. سعر EX2 في تونس يجعلها من أرخص السيارات الكهربائية الجديدة المعروضة رسميًا، وهذا عامل حاسم. المستهلك التونسي، رغم بعض التردد تجاه التكنولوجيا الجديدة، سيعيد الحسابات عندما يرى سعر قريب من سيارة حرارية صغيرة، خاصة للاستخدام الحضري أو كسيارة ثانية.
نجاح EX2 في تونس لن يكون مرتبطًا فقط بالسيارة نفسها، بل بالمنظومة التي تأتي معها: خدمات ما بعد البيع، توفر قطع الغيار، وضوح كلفة الصيانة، وسهولة الشحن. وما يعطيها وزنًا إضافيًا هو ما يحدث في أوروبا، وخاصة فرنسا. اليوم، هناك حديث جدي داخل الكواليس الأوروبية عن إمكانية دخول EX2 للسوق الفرنسي، وهو سوق حساس ومهم، ومجرد التفكير في دخوله يعني أن السيارة قادرة على التكيّف مع المعايير الأوروبية، ما يشكّل شهادة ثقة إضافية. السوق الفرنسي يشهد طلبًا متزايدًا على السيارات الكهربائية بأسعار معقولة، خاصة بعد تراجع الحوافز الحكومية على الموديلات الغالية.
إذا دخلت EX2 فرنسا بسعر تنافسي، حتى لو كان أعلى من الصين، فإنها ستغيّر بالكامل صورة السيارة في أعين المستهلك التونسي، ليصبح ينظر إليها ليس كـ “سيارة صينية اقتصادية”، بل كموديل عالمي ينافس في أوروبا. وهذه النقطة بالذات قد تكون حاسمة في قرار الشراء في تونس، حيث لا يزال كثير من الناس يربط الجودة بالاعتراف الأوروبي.
EX2 ليست مجرد سيارة كهربائية جديدة دخلت السوق، بل هي نتيجة تغيير عميق في صناعة السيارات: من سيارات غالية ومعقدة، إلى حلول بسيطة، عملية، وموجّهة للاستخدام اليومي. أرقامها في الصين تثبت نجاح الفكرة، توسعها العالمي يؤكد أن النجاح ليس مؤقتًا، واحتمال دخولها فرنسا يعطيها بعدًا رمزيًا كبيرًا يجعلها واحدة من السيارات الكهربائية الأكثر إثارة للاهتمام عالميًا اليوم.

