أثارت سلسلة مقالات نشرتها صحيفة لوموند الفرنسية حول صحة الملك محمد السادس وخلافة العرش المغربي ردود فعل واسعة داخل المغرب. ونشرت الصحيفة تحقيقًا تحت عنوان “في المغرب أجواء نهاية عهد محمد السادس”، أعدّه الصحفيان كريستوف أياد وفريديريك بوبان، تناول فيه تدهور الحالة الصحية للعاهل المغربي واحتدام الخلاف حول مسألة خلافته داخل القصر الملكي.
وأشار التحقيق إلى ظهور الملك خلال صلاة عيد الأضحى بتطوان جالسًا على كرسي مغطى بالجلد، مرتديًا جلبابًا أصفر فاتحًا وطربوشًا عقيقيًا، مشيرة إلى تعبه وبدا أنه هش جسديًا. كما لفتت الصحيفة إلى استقباله للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أواخر أكتوبر 2024، وهو هزيل وممسك بعصا، قبل أن يظهر بعد أشهر على دراجة مائية قبالة سواحل كاب نيغرو.

وسلط التحقيق الضوء على دور ولي العهد الحسن في تمثيل والده في المناسبات الرسمية والدولية، مما اعتبرته الصحيفة مؤشرًا على تعزيز حضوره لدعم مستقبل الخلافة. كما أشار التحقيق إلى تقارير إعلامية تحدثت عن إصابة الملك بمرض هاشيموتو، وهو اضطراب مناعي يؤثر على الغدة الدرقية، بالإضافة إلى التهاب الشعب الهوائية المزمن الذي تفاقم عام 2023.
وجاءت ردود الفعل المغربية غاضبة تجاه التحقيق، حيث دانت الأحزاب السياسية مثل الأصالة والمعاصرة والاستقلال والميزان هذه المقالات، معتبرة أنها تتضمن “تلفيقات واستنتاجات مغلوطة” تستهدف المملكة ومؤسساتها. وأكدت هذه الأطراف على استمرار المملكة بقيادة الملك محمد السادس في تنفيذ الإصلاحات الدستورية والتنموية، والمحافظة على وحدة البلاد واستقرارها، داعية المواطنين إلى عدم الانسياق وراء ما وصفوه بالمزاعم المغلوطة والصحافة المضللة.
كما أعرب شخصيات سياسية بارزة مثل عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السابق، عن رفضهم لما نشرته الصحيفة، مؤكدين أن المغرب بقي خلال عهد الملك محمد السادس آمناً ومستقراً، وأن المؤسسة الملكية ظلت شفافة في اطلاع المواطنين على ما يهم الشأن العام.

