كشفت تجربة اجتماعية مثيرة للجدل بثتها قناة France 2 ضمن برنامجها الوثائقي “هل كلّنا عنصريون؟” (Sommes-nous tous racistes ?)، عن وجود تحيّز عنصري لا واعٍ لدى شريحة من المجتمع الفرنسي، خاصة عندما يتعلق الأمر بتقدير العقوبة بحق متهمين من أصول مختلفة.
نفس الجريمة… لكن العقوبة تختلف
خلال التجربة، عُرضت على مجموعة من المتطوعين قضية جنائية واحدة، تم تقديمها في نسختين متطابقتين تمامًا من حيث الوقائع، مع تغيير وحيد: هوية المتهم. مرة كان المتهم رجلاً من أصول فرنسية “بيضاء”، ومرة أخرى رجلاً من أصول مغاربية.
ورغم تطابق الوقائع، جاءت أحكام المشاركين صارمة بشكل لافت تجاه المتهم المغاربي، حيث اختار خمسة أضعاف عدد المشاركين إنزال أقصى عقوبة بالسجن (15 سنة) به مقارنة بالمتهم الفرنسي الأبيض.
انحيازات “غير مرئية”
وتعليقًا على النتائج، أكد الخبراء المشاركون في البرنامج أن ما تم رصده ليس سلوكًا عنصريًا صريحًا، بل انحيازات غير واعية تؤثر بشكل غير مباشر على الحكم على الآخرين، خاصة في قضايا تتعلق بالجريمة والأمن.
ردود فعل واسعة
الممثل والمخرج الفرنسي لوسيان جان-بابتيست، أحد المشاركين في البرنامج، قال بتأثر:”أنا لا أحتاج إلى هذه التجربة لأدرك أن هناك تمييزًا في المجتمع، لكننا بحاجة إليها لنعرف كيف يحدث ذلك عمليًا.”
التجربة أثارت نقاشًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الأوساط الحقوقية، وسط دعوات بضرورة مراجعة آليات التكوين والتأهيل داخل النظام القضائي الفرنسي، وتطبيق برامج تدريبية لمواجهة التحيزات اللاواعية، خصوصًا لدى القضاة والمحلفين.
