في اقتراح غير تقليدي، طرح ماهر زيد، النائب السابق في البرلمان عن ائتلاف الكرامة، فكرة مبتكرة لمواجهة الحصار المفروض على غزة.
وقد اقترح زيد عبر منصات التواصل الاجتماعي استخدام زجاجات المياه الغازية المملوءة بالبقول الجافة مثل الأرز أو العدس، وإلقائها في البحر الأبيض المتوسط، على أمل أن تساعد التيارات البحرية في نقلها من سواحل شمال إفريقيا إلى سواحل غزة.
رغم أن الفكرة لاقت بعض الاهتمام، إلا أن العلماء والخبراء في مجال البحار يعتبرونها غير قابلة للتنفيذ بسبب عدة عوامل علمية أساسية. أولاً، تيارات البحر الأبيض المتوسط ليست ثابتة ولا يمكن التنبؤ بها بدقة على طول سواحل البحر. فعلى الرغم من أن هناك تيارات سطحية قوية في بعض المناطق، فإن هذه التيارات تتغير باستمرار حسب الموسم، والرياح، والتضاريس البحرية، مما يعني أن الأجسام العائمة، مثل الزجاجات، يمكن أن تتجه في اتجاهات متباينة.

يقول الدكتور محمد القطاري الخبير في علوم البحار في الواقع، هناك تيارات تجارية تسحب المياه من الغرب إلى الشرق في البحر الأبيض المتوسط، ولكن هناك أيضاً تيارات موازية واتجاهات مختلفة تؤثر على حركة الأجسام العائمة، مثل الزجاجات. ففي بعض الأحيان قد تنجذب الزجاجات إلى سواحل أخرى في شمال إفريقيا أو إلى مناطق أخرى بعيدة عن هدفها، مثل السواحل الأوروبية أو التركية. وبالتالي، فإن ضمان وصول الزجاجات إلى سواحل غزة بشكل دقيق أمر غير ممكن.”
وعلى الرغم من أن البحر الأبيض المتوسط يبدو كمكان مناسب لهذه الفكرة، إلا أن خصائصه البيئية تجعل من المستحيل تحقيق الهدف المنشود. يشتهر البحر الأبيض المتوسط بتضاريسه المتنوعة التي تتضمن جزرًا، قيعان بحرية ضحلة، ومرتفعات بحرية يمكن أن تعيق حركة الزجاجات العائمة. كما أن الرياح القوية والمفاجئة قد تؤثر على اتجاه الزجاجات، مما يجعل من غير الممكن ضمان مسارها المتسق نحو غزة.
الجانب الآخر المهم هو المواد داخل الزجاجات. البقول الجافة مثل الأرز أو العدس قد لا تبقى محمية لفترة طويلة في المياه المالحة. بالإضافة إلى ذلك، حتى إذا كانت الزجاجات تحتوي على مواد قابلة للطفو، فإن حجمها الصغير قد يجعلها غير قادرة على التغلب على الأمواج العالية أو التيارات القوية. وبمرور الوقت، يمكن أن تتسبب هذه الزجاجات في تلوث البيئة البحرية، لأنها ستبقى عائمة لفترة طويلة ولن تتحلل بسهولة.

