أعلن مكتب التحقيق في حوادث الطيران المدني الفرنسي عن فتح تحقيق شامل في الحادثة الخطيرة التي كادت أن تتسبب في كارثة جوية بمطار نيس كوت دازور مساء الأحد، حيث تم إرسال أربعة محققين إلى عين المكان لجمع البيانات وتحليلها.
الحادثة تعود إلى رحلة تابعة لشركة نوفلار التونسية على متن طائرة إيرباص A320-200 (تسجيل TS-INP) قادمة من تونس العاصمة نحو نيس في الرحلة BJ-586، والتي كانت بصدد الهبوط على المدرج 04L، لكنها اصطفّت عن طريق الخطأ على المدرج الموازي 04R.
الطائرة واصلت اقترابها حتى حلقت على ارتفاع 50 قدمًا فقط فوق منطقة ملامسة المدرج، قبل أن ينفّذ الطاقم مناورة إقلاع فوري (Go Around) بعد ست ثوانٍ فقط.
في تلك اللحظة، كانت طائرة تابعة لشركة EasyJet Europe (تسجيل OE-IJZ) بصدد الاصطفاف على نفس المدرج استعدادًا للإقلاع في الرحلة U2-4706 نحو نانت. طائرة نوفلار عبرت فوقها مباشرة قبل تنفيذ الإقلاع الفوري.
وبعد الحادثة، عادت طائرة إيزيجت إلى ساحة الاصطفاف وتم إلغاء الرحلة، في حين صعدت طائرة نوفلار إلى ارتفاع 4000 قدم، ثم أعادت التموضع وحطّت بسلام على المدرج 04L بعد حوالي 15 دقيقة من الحادثة.
التحقيق الفرنسي سيركّز على تحديد أسباب الخطأ في الاصطفاف، تقييم أداء الطاقم وأبراج المراقبة الجوية، إضافة إلى تحليل بيانات الطيران وتسجيلات قمرة القيادة .
ولكن في الأثناء تطرح عدة أأأسئلة حول دور مراقب الحركة الجوية الذي يتحمّل هو الاخر المسؤولية، فقد كان عليه التدخل في الوقت المناسب لتفادي ما حدث، من خلال إعطاء التعليمات اللازمة لإخلاء الطائرة التابعة لنوفلار، لكنه لم يقم بأي رد فعل في هذا الاتجاه.
حتى بصريًا كان بإمكانه رصد الحادثة؛ فكيف يشاهد طائرة في مرحلة الاقتراب النهائي وهي في اصطفاف خاطئ ولا يتدخل؟ الأمر مثير للاستغراب.

