في لهجة غير مألوفة، خرجت افتتاحية صحيفة «جمهوري إسلامي» الإيرانية، المقربة من النظام، بانتقاد مباشر لعملية طوفان الأقصى التي شنتها حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023.
ووصفت صحيفة الجمهورية الإسلامية هجوم السابع من أكتوبر بأنه كان «خطأ استراتيجيا».
في افتتاحية اليوم، نشرت الصحيفة وهي من أبرز منابر التيار البراغماتي الإيراني بقيادة الرئيس السابق حسن روحاني، إعادة تقييم شاملة لعملية «طوفان الأقصى» التي وقعت في 7 أكتوبر 2023 وما تلاها، معلنة بصراحة أن العملية كانت خطأ وتحدت الرواية الانتصارية التي يروج لها خامنئي.
وجادلت الصحيفة بأنه، خلافًا لما يكرره خامنئي من أن الهجوم كان «ناجحًا وتاريخيًا»، فقد أثبتت السنوات الاثنتان اللاحقتان أنه كارثي بالنسبة لمحور المقاومة بأكمله.
وسردت الصحيفة الدمار الهائل الذي لحق بغزة، حيث تم تدمير 80٪ من المباني والبنية التحتية، ومقتل 68,000 من سكان غزة، ونزوح غالبية السكان، بوصفه أوضح علامات الفشل.
كما أشارت إلى خروج سوريا الفعال من الجبهة المناهضة لإسرائيل و«ابتلاعها» من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، والضربة القاسية التي تلقتها حزب الله باغتيال حسن نصر الله، وظهور حكومة نواف سلام الموالية للغرب في لبنان، وضعف الحوثيين في اليمن، والخسائر الثقيلة لإيران نفسها في «حرب الإثني عشر يومًا» مع إسرائيل والولايات المتحدة، بما في ذلك مقتل قادة كبار وعلماء نوويين وقصف مواقع نووية.
ورغم الإشارة إلى أن إسرائيل لم تحقق أهدافها المعلنة، بما في ذلك تدمير حماس وإطلاق سراح أسرىها، وأنها أصبحت مكروهة عالميًا مع ملاحقة قادتها من قبل المحكمة الجنائية الدولية، شددت الصحيفة على أنه لم يخرج أي طرف منتصر.
واختتمت الافتتاحية بأن التوازن الحقيقي لنتائج الحرب لا يمكن الحكم عليه إلا في الأشهر القادمة، بمجرد قياس خسائر جميع الأطراف بالكامل.
وبرفضها الرواية الانتصارية لخامنئي، تتماشى مقالة جمهوري إسلامي مع الدعوات الأخيرة من عناصر براغماتية وإصلاحية، بما في ذلك الرئيس السابق روحاني، وجمعية علماء وطلاب حوزة قم، والجبهة الإصلاحية، التي تحث النظام الإيراني على إطلاق إصلاحات شاملة وتعديل سياساته وفق الواقع الجديد بعد الحرب.
