أثار نقاش موسع فتحه السيد Wadi Mbarekعلى شبكات التواصل الاجتماعي جدلًا حول أسباب تمسك تونس بسياسة “السماء المفتوحة” المقيّدة، في وقت تتجه فيه دول الجوار مثل المغرب ومصر وتركيا نحو مزيد من الانفتاح لدعم السياحة وحركة الطيران
الموضوع انطلق من تساؤل نشره Khorchani Oussama، أوضح فيه أن “رايان إير” لم يسبق أن خدمت السوق التونسية، وأن جميع المطارات التونسية مفتوحة باستثناء مطار تونس قرطاج، الذي يبقى محميًا لصالح “الخطوط التونسية” ولأسباب تتعلق بتجاوزه طاقته الاستيعابية (5.5 ملايين مسافر سنويًا).
من جانبه، اعتبر Ashayme Kasraoui أن السبب الأول والأهم هو حماية الناقل الوطني، مؤكدًا أن فتح الأجواء أمام شركات مثل “رايان إير” سيؤدي إلى فقدان “الخطوط التونسية” لعدد كبير من ركابها.
أما Harold Muffins فقد قدّم وجهة نظر نقدية، مشيرًا إلى أن شركات الطيران في دول مثل تركيا ومصر والمغرب تتميز بخدمة عالية الجودة، ما يتيح للركاب حرية الاختيار بين الناقل الوطني أو الشركات منخفضة التكلفة، في حين أن “الخطوط التونسية” و”نوفلار” – حسب تعبيره – لا تسعيان إلى المنافسة الحقيقية، بل تكتفيان بالاحتكار مع خدمات “ضعيفة جدًا”، على حد وصفه.
وأضاف Khayati Rami أن المسألة ليست مرتبطة فقط بالسماء المفتوحة، بل أيضًا بضعف البنية التحتية للنقل، مذكرًا بأن تونس تتوقع استقبال نحو 11 مليون سائح هذا العام، وهو رقم يقارب عدد سكانها، داعيًا إلى سياسات تركّز على جودة السياحة بدل الاكتفاء برفع الأعداد.
وفي تعليق من منظور مغربي، قال Afa Afl إن تجربة المغرب تؤكد أن فتح الأجواء سيؤدي إلى طفرة في الرحلات الجوية وأسعار منخفضة قد تقل عن 50 يورو للرحلة، لكن الثمن سيكون كبيرًا على الناقلين المحليين ما لم يتم تبنّي نموذج هجين يحمي بعض المطارات. وأشار إلى أن “نوفلار” تتمتع بوضعية مالية جيدة مقارنة بـ”الخطوط التونسية” التي تعتمد على دعم حكومي، مؤكدًا أن “السماء المفتوحة” ستنهي الامتيازات الخاصة وستفرض منافسة مفتوحة مع شركات قوية مثل “رايان إير” و”إيزي جِت”.
وبينما يرى بعض المعلقين أن الخيار الأمثل هو نموذج على الطريقة المغربية، حيث تتم حماية مطار الدار البيضاء لصالح “الخطوط الملكية المغربية”، حذر آخرون من أن قرب مطار النفيضة من تونس والمنستير قد يجعل أي نظام حماية غير فعّال، إذ قد تتقاسم شركات الطيران منخفضة التكلفة معظم الحركة الجوية.
وتبقى أمام السلطات التونسية معادلة صعبة: إما فتح الأجواء لتحقيق قفزة في العائدات السياحية، أو الاستمرار في سياسة الحماية للحفاظ على الناقلين المحليين، وسط تحديات اقتصادية وبنيوية متزايدة.

