حضَر السفير الأمريكي لدى تونس، بيل بزّي، مراسم تسليم معدات أمنية بقيمة 1.4 مليون دولار قدّمتها الولايات المتحدة إلى تونس، وذلك في إطار برنامج الدعم الأمريكي في مجال مكافحة الإرهاب ، وفق ما أعلنت عنه مصادر رسمية أمريكية.
وتندرج هذه المبادرة ضمن التعاون الأمني المستمر بين البلدين، وتعكس، بحسب الجانب الأمريكي، قوة الشراكة الاستراتيجية بين واشنطن وتونس في مواجهة التهديدات الأمنية المشتركة، بما يسهم في تعزيز أمن البلدين ودعم الاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.
دعم أمني دون تفاصيل تقنية
ورغم الإعلان عن قيمة المساعدة وطبيعتها العامة، لم تُنشر إلى حدّ الآن أي بيانات رسمية تفصيلية توضّح أصناف المعدات المُسلَّمة أو مواصفاتها التقنية، كما لم يتم الإعلان عن الجهة التونسية المستفيدة منها بشكل دقيق، سواء كانت تابعة لوزارة الدفاع أو وزارة الداخلية.
واكتفت البيانات المتداولة بالتأكيد على أن التسليم تمّ في إطار برنامج مكافحة الإرهاب، وهو ما دفع عدداً من المتابعين إلى طرح تساؤلات حول طبيعة هذه المعدات وحدود استخدامها.
ما هو برنامج الدعم الأمريكي في مجال مكافحة الإرهاب؟
يُعدّ برنامج برنامج الدعم الأمريكي في مجال مكافحة الإرهاب أحد أقدم برامج المساعدة الأمنية الأمريكية، وتشرف عليه وزارة الخارجية الأمريكية، ويهدف إلى تعزيز قدرات الدول الشريكة في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، من خلال توفير التدريب والتجهيزات الفنية.
وعادةً ما يشمل هذا البرنامج، وفق الوثائق الأمريكية العامة، فئات متعددة من الدعم، من بينها:
- معدات الاتصالات الميدانية الآمنة
- أجهزة الرصد والمراقبة
- معدات الرؤية الليلية
- تجهيزات الكشف عن المتفجرات وإبطالها
- مختبرات ميدانية للطب الشرعي
- محطات قيادة متنقلة
- معدات الحماية الشخصية
- برامج تدريب تقني وتكتيكي للأعوان
غير أن هذه القائمة تبقى وصفاً عاماً لطبيعة البرنامج، ولا تمثّل إعلاناً رسمياً عن محتوى هذه الدفعة بالذات.
تقديرات مرتبطة بحجم المساعدة
وبالنظر إلى قيمة المساعدة المقدّرة بـ1.4 مليون دولار، وهي محدودة نسبياً مقارنة بالصفقات العسكرية الكبرى، يرجّح متابعون للشأن الأمني أن تكون الحزمة مكوّنة من معدات متقدمة قابلة للنقل والاستخدام الشرطي أو الأمني، مثل أجهزة اتصال متطورة، أو معدات رؤية ليلية، أو تجهيزات تقنية للمخابر الميدانية، إضافة إلى أدوات تدريب متخصصة.
غير أن هذه القراءة تبقى تقديراً منطقياً يستند إلى حجم الميزانية وطبيعة برنامج ATA، ولا ترقى إلى مستوى الوصف الرسمي المعتمد.
تعاون أمني متواصل
ويأتي هذا التسليم في سياق تعاون أمني طويل الأمد بين تونس والولايات المتحدة، شمل خلال السنوات الماضية برامج تدريب، ودعماً لوجستياً، ومساعدات تقنية، خاصة في مجالات مكافحة الإرهاب، وحماية الحدود، وتعزيز قدرات الأجهزة الأمنية.

