عبّر مجلس الصحافة عن استيائه العميق من محتوى برنامج تلفزي تمّ بثّه على قناة الحوار التونسي تحت مسمّى “الوحش بروماكس”، وذلك على خلفية الترويج لعلاجات غير مثبتة علميًا لمرض السرطان عبر التطبيب العشوائي والدجل، إلى جانب استضافة أشخاص قدّموا ادعاءات وصفها المجلس بالمضللة والخطيرة.
وأكد المجلس، في بيان له، أنّ هذا الانزلاق يمثّل خرقًا جسيمًا لقواعد الممارسة الصحفية وأخلاقياتها، ويعرّض المرضى وعائلاتهم إلى مخاطر صحية ونفسية جسيمة، مشددًا على أنّ الصحافة مهنة تقوم بالأساس على التحقق من المصادر والسعي إلى الحقيقة، وأن أي ترويج لممارسات علاجية وهمية يُعدّ إخلالًا خطيرًا بالواجبات المهنية.
وأضاف المجلس أن الخطابات المبنية على الدجل والشعوذة الطبية تضلّل المرضى وتدفعهم نحو سلوكيات صحية خاطئة قد تكون قاتلة، مبرزًا أن للإعلام مسؤولية اجتماعية وأخلاقية أساسية في حماية الجمهور، لا سيما الفئات الهشة والمرضى.
وذكّر مجلس الصحافة بأن المواثيق المهنية تلزم بعدم نشر أو ترويج أي معلومة مضللة أو غير موثوقة، خاصة ما يتعلّق بالصحة العامة، مؤكدًا أن المضامين الطبية ليست مادة للترفيه، بل معرفة علمية دقيقة تخضع لمعايير المختصين وكراسات الشروط المنظمة للعمل الإعلامي.
كما نبّه إلى أن المرسوم 116 لسنة 2011 يفرض مساءلة لاحقة على كل مضمون إعلامي مضلل أو مخالف لضوابط السلامة الصحية، معتبرًا أن حق الجمهور في الحصول على معلومة دقيقة وذات جودة يُعدّ ركيزة أساسية للصحافة ذات المصداقية، وأي مساس به يُعدّ خرقًا لجوهر المهنة.
وشدّد المجلس على رفضه القاطع لكل أشكال التضليل الإعلامي العلمي والطبي، مؤكّدًا أن حرية التعبير لا تلغي المسؤولية المهنية والقانونية، وأن حماية الجمهور، وخاصة المرضى، تظلّ قاعدة أساسية في العمل الإعلامي.
وختم مجلس الصحافة بيانه بدعوة كافة وسائل الإعلام إلى الالتزام الصارم بأخلاقيات المهنة، وعدم تحويل المنابر الإعلامية إلى فضاءات لنشر الخرافة أو الوهم، مؤكّدًا أن احترام القانون وأخلاقيات الصحافة هو الضمان الحقيقي لإعلام مسؤول يحمي صحة التونسيين وسلامتهم.

