أعلن مكتب التحقيق والتحليل لسلامة الطيران المدني الفرنسي (BEA) فتح تحقيق رسمي في حادث اقتراب طائرتين من طراز “إيرباص A320” مساء الأحد في مطار نيس الفرنسي، مصنفًا الحادث ضمن “الحوادث الخطيرة”. وفي تحديث صدر اليوم 26 سبتمبر، أكّد المكتب أنّ طائرة شركة Nouvelair التونسية كانت قد حصلت على ترخيص للهبوط على المدرج 04L، وهو ما يفسر وقوع الخطأ على الأرجح أثناء الاقتراب.مع العلم وان التحقيق مازال متواصلا .

و هنا يطرح محمد جراي، خبير مراقبة الحركة الجوية، تساؤلات حول عدم تدخل مراقب الاقتراب أو تنبيهه للطيار عند اقترابه من المدرج الخطأ. وأوضح أن أنظمة الرادار والمراقبة المتقدمة قادرة على كشف حتى الانحرافات الطفيفة، إلا أنه لم يصدر أي تحذير خلال مراحل الاقتراب الأولى أو الوسطية.
وأضاف جراي أن حتى لو تم نقل الطائرة إلى مراقبة برج المطار، كان على مراقب الاقتراب إعلام البرج بوجود الطائرة على المدرج الخطأ. كما أشار إلى أن البرج مزوّد بشاشات رادار خاصة لمراقبة الحركة الأرضية والجوية في الظروف الجوية الصعبة، ما يطرح سؤالًا مهمًا: لماذا لم يقدم مراقبو الحركة الجوية أي تحذير أو تصحيح في أي مرحلة من مراحل الاقتراب؟
من جهته علق ريتشارد فورستنبرجر، ضابط سابق في مراقبة الحركة الجوية، قائلاً إنه من الصعب تحديد من ارتكب الخطأ دون الاستماع إلى تسجيلات الصوت في برج المراقبة. وأضاف أن طاقم طائرة Nouvelair ربما ارتكب خطأ جسيمًا بالتوجه إلى المدرج 04R، بينما بدا أن طائرة easyJet توقفت عند خط التوقف قبل دخول المدرج ثم استمرت لاحقًا في الاصطفاف، ويأمل فورستنبرجر أن يكون ذلك بموافقة المراقبة الجوية.
وأشار إلى أنه كـ مراقب برج سابق، من الضروري التأكد من مسار اقتراب الطائرة على المدرج 04R قبل إصدار تصاريح الدخول لطائرة أخرى، مؤكّدًا وجود العديد من التساؤلات التي ينبغي أن يكون من السهل التحقيق فيها لمعرفة سبب وقوع الحادث.

🔹 تفاصيل الحادث
الحادث وقع حوالي الساعة 21:32 بالتوقيت العالمي، عندما كانت رحلة BJ586 التابعة لشركة Nouvelair قادمة من تونس العاصمة للهبوط، بينما كانت طائرة easyJet رحلة U24706 تصطف على المدرج نفسه استعدادًا للإقلاع. ومرّت طائرة Nouvelair على ارتفاع حوالي 50 قدمًا فقط فوق الطائرة الأخرى، وهو ارتفاع أقل من طول ذيل الطائرة نفسها.
اتخذ قائد الطائرة التونسية قرارًا سريعًا بالقيام بمناورة “Go-Around” لتجنب الاصطدام، وتمكّن من الهبوط بسلام بعد حوالي 16 دقيقة، بينما عادت طائرة easyJet إلى البوابة وألغيت رحلتها.
تشير بيانات الأرصاد الجوية لحظة الحادث إلى وجود عواصف رعدية قرب المطار، مع رؤية أفقية محدودة ورياح متغيرة، وهو ما قد يكون ساهم في ارتباك الطيار أو ضعف وضوح الرؤية.
بفضل سرعة تدخل قائد طائرة Nouvelair ونظام المراقبة الجوية، تم تفادي اصطدام جوّي كان يمكن أن يتحوّل إلى كارثة إنسانية. ويواصل المحققون الفرنسيون دراسة بيانات الرحلتين لتحديد المسؤوليات التقنية والبشرية بدقة، بما يضمن منع تكرار مثل هذه الحوادث الخطيرة مستقبلًا.


