ما حدث في ولاية القصرين مع منتحل صفة مسؤول حكومي صال وجال في الولاية لمدة عشرة أيام قبل القاء القبض عليه تعود بنا الى القرن التاسع عشر مع رواية المفتش العام أحد وهي احدى أعمال الكاتب الروسي نيقولاي غوغول (1809 – 1852) وهي عبارة عن مسرحية هزلية ساخرة تم نشرها أول مرة عام 1836
فكوميديا «المفتش العام» هاجمت وسخرت بدون رحمة من النظام البيروقراطي الفاسد في عهد القيصر نيقولا الأول. وباختصار تحكي كوميديا المفتش العام أن المسؤولين والموظفين الفاسدين في أحد أقاليم البلاد استقبلوا رجلاً سمينا جميل الهندام، وظنوا أنه «المفتش العام». وأخذوا يقدمون له الرشاوي ويدعونه إلى المآدب لكي يغض بصره عن فسادهم الوظيفي. وبعد مغادرته احتفلوا بأنهم تمكنوا من الضحك عليه، وأثناء احتفالهم بنصرهم وصل «المفتش العام» الحقيقي فأصابهم الرعب. عرضت الكوميديا مرة واحدة في روسيا في 19 أفريل 1836 بأمر مباشر من القيصر نيقولا، وبعدها قامت ضجة كبيرة في الجرائد وفي الدوائر الحكومية، فمنعت من العرض مرة ثانية، ولدرجة أن غوغول اضطر إلى مغادرة روسيا في جوان 1836 وتوجه إلى روما ومكث فيها بطريقة متقطعة حوالي 6 سنوات (لغاية سنة 1842).
هذه المسرحية وقع تونستها اذ أخرجها الممثل القدير عبد القادر مقداد تحت عنوان ” جواب مسوڨر” سنة 1980 وشارك فيها كل من عبد القادر مقداد في دور جلول و لطيفة القفصي وحمزة بن داوود ومحمد ساسي القطاري ومحمد مالك وفاضل قلنزة وحسن المبروك .
يكتشف المسئول جلول عن طريق وصول خطاب بمصلحة البريد أن هناك أحد الشخصيات الهامة في الوزارة سيأتي إلى المدينة، فيحاول التطوير منها وإخفاء الفساد المتفشي فيها، ولكن مع مرور الوقت يتضح أن هناك تشابه في الأسماء بين اسم الشخصية المهمة، وشخص عادي سوف يأتي إلى المدينة.
وبالعودة الى أخر مستجدات ية التي تعيش على وقعها بلادنا فقد أكد الناطق الرسمي باسم محاكم القصرين والمساعد الأول لوكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بالقصرين، القاضي عماد العمري، في تصريح لموزاييك، اليوم الخميس 1 ماي 2025، أن النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بالقصرين أذنت بالاحتفاظ بكاهية مدير يشغل خطة رئيس دائرة الشؤون المالية بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين، في علاقة بقضية إلقاء القبض على منتحل صفة مدير ديوان برئاسة الحكومة، ليرتفع عدد المحتفظ بهم في القضية إلى 4 أشخاص بما فيهم منتحل الصفة الذي تلاحقه جملة قضايا تحيّل أخرى فتحت فيها النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بالقصرين محاضر واحتفظت به من أجلها.
وكان المتهم الرئيسي أوهم موظفين وعملة في إدارات مختلفة بولاية القصرين، على مدار أسبوع، بأنّه مدير ديوان رئاسة الحكومة، وأدّى زيارات لمؤسّسات عمومية، وأصدر تعليمات، بعد أن أوهم الناس بأنه قدم للقيام بمهام تفقد تابعة لرئاسة الحكومة.
وقامت إحدى الإدارات بتوفير سيارة إدارية لتنقل المشتبه به بعد إيهامه بأنّه مسؤول كبير في الدولة.
وأشار القاضي العمري إلى إذن النيابة العمومية بالاحتفاظ وتقديم عدد من المشتبه بهم في القضية نفسها.
يذكر أن المشتبه به قد قام بعمليات مشابهة في ولايات أخرى

