قرر الرئيس المدير العام للتلفزة التونسية اليوم اعفاء روستم شريف، مديرة قناة الوطنية 2، من مهامها، على خلفية ما وصفته المصادر بـ”تراكم أخطاء تحريرية ومهنية” داخل القناة، كان آخرها إعادة بثّ حوار قديم مع منير بعطور، الرئيس السابق لجمعية “شمس” المعنية بالدفاع عن الحريات الجنسية والمطالبة بإلغاء تجريم المثلية في تونس.
وأشارت ذات المصادر إلى أن هذا الخطأ التحريري الأخير كان بمثابة “القشة التي قصمت ظهر البعير”، خصوصًا لما أثاره من جدل واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، وتداول واسع للحوار باعتباره “حديثًا جديدًا”، في ظرف سياسي واجتماعي مشحون تجاه هذه القضايا.
وفي تطور لاحق، قرر المدير العام لمؤسسة التلفزة التونسية تكليف الإعلامي مجيد المرايحي بتولي إدارة قناة الوطنية 2، خلفًا لروستم شريف، في خطوة تُفهم ضمن مساعي “إعادة ضبط الخط التحريري” للقناة الثانية العمومية.
يأتي هذا التغيير في وقت يتصاعد فيه الجدل في تونس حول دور الإعلام العمومي، ودرجة استقلاليته، خاصة مع تصاعد الانتقادات الموجهة لبرمجته، ومدى التزامه بالمهنية والتعددية. وكان العديد من المتابعين قد انتقدوا في الفترة الأخيرة بعض اختيارات الوطنية 2، معتبرين أنها لا تعكس أولويات الجمهور أو حساسيات السياق الوطني.
تجدر الإشارة إلى أن منير بعطور، الذي أُعيد بثّ الحوار معه، هو محامٍ وناشط حقوقي معروف، ترأس سابقًا جمعية “شمس” التي تدعو لإلغاء الفصل 230 من المجلة الجزائية التونسية، والذي يُجرّم العلاقات الجنسية المثلية. ترشّح للانتخابات الرئاسية في 2019، وكان أول مرشح مثلي الجنس بشكل علني في العالم العربي، مما جعله شخصية جدلية بامتياز داخل المشهد التونسي.
