الرئيسيةآخر الأخبارمن إكتشف تماثيل زاما فعلاً؟... الباحث بالموقع الأثري أحمد الفرجاوي يخرج عن...

من إكتشف تماثيل زاما فعلاً؟… الباحث بالموقع الأثري أحمد الفرجاوي يخرج عن صمته

أثار تدشين معرض تماثيل “زاما” بمدينة روما جدلًا واسعًا في الأوساط العلمية والأثرية، خصوصًا بعد صدور بلاغ عن وزارة الشؤون الثقافية التونسية نسب جزءًا من الاكتشافات المعروضة إلى حفرية مشتركة مع باحث إيطالي. الباحث بالموقع الأثري بزاما أحمد الفرجاوي، الذي ورد اسمه في البلاغ بصفته مكتشف التماثيل، عبّر في تدوينة له له اليوم عن استغرابه ورفضه لما اعتبره “مغالطات تمس بمصداقية البحث العلمي التونسي، وتهميشًا صريحًا لمجهودات فريق تونسي خالص”.

وقال الفرجاوي: “لقد اكتشفت هذه التماثيل في موقع زاما صحبة طلبة تونسيين فقط، دون أي مشاركة من الجانب الإيطالي في الحفريات التي أسفرت عن هذه الاكتشافات”. وأوضح أن الباحث الإيطالي المذكور في البلاغ شارك في حفرية جزئية لم تسفر عن اكتشاف أي تماثيل، وهو ما يجعل الزج باسمه في المعرض “تشويهًا للحقيقة وطمسًا لدور الباحثين التونسيين”.

وانتقد الفرجاوي ما وصفه بـ”الإنقاص من قيمة الكفاءات الوطنية”، معتبرًا أن المعهد الوطني للتراث، بدلًا من حماية مكتسبات الباحثين، انخرط في “تبرير مشاركة أجنبية وهمية”، وهو ما يمثل، بحسب تعبيره، “إهدارًا للمال العمومي ولجهود الدولة التونسية التي موّلت هذه الحفريات بشكل كامل”.

كما أشار الباحث إلى خطورة ما ورد في كتالوج المعرض الذي صدر في إيطاليا، حيث نُشرت صور ووصف لتماثيل زاما “دون إذن مسبق أو احترام لحقوق الملكية الفكرية”، واصفًا ذلك بـ”السرقة العلمية” التي “يعاقب عليها القانون الإيطالي نفسه”، ومتهمًا إدارة المعهد بـ”تسهيل هذه الخروقات القانونية” عبر لجنة وصفها بأنها “تفتقر إلى المؤهلات العلمية”.

وفي جانب آخر من تصريحه، عبّر الفرجاوي عن رفضه توقيت المعرض وأسلوبه، قائلًا إن “العرف العلمي يمنع إقامة معارض قبل نشر نتائج الحفريات”، محمّلًا الإدارة الحالية للمعهد مسؤولية تعطيل نشر النتائج، وهو ما “أفسح المجال للجانب الإيطالي لاستغلال الاكتشافات بصورة أحادية ومضللة”، على حد قوله.

بعدٌ أيديولوجي مقلق

ولم يخفِ الفرجاوي قلقه من البُعد الإيديولوجي الذي يحمله عنوان المعرض “الأم العظيمة من روما إلى زاما”، معتبرًا أنه “يكرّس رؤية استعمارية تروّج لتبعية الحضارة الإفريقية الرومانية لروما”. وأوضح أن العنوان والإشارات المصاحبة له تُعيد إلى الأذهان انتصار روما على حنبعل، في إطار “محاولة إحياء أمجاد الإمبراطورية الرومانية في المتوسّط”، وهو ما وصفه بـ”الخطاب الخطير الذي يتبناه اليمين المتطرف في إيطاليا”.

وختم الفرجاوي تصريحه بالتعبير عن أسفه لما آلت إليه أوضاع المعهد الوطني للتراث، مشيرًا إلى أن الصراعات الشخصية وسوء التسيير “أفقدت المؤسسة هيبتها”، داعيًا إلى “وقفة تأمل وطنية لحماية البحث العلمي من العبث، وصون كرامة الباحث التونسي، والتاريخ التونسي”.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!