أكدت الدكتورة هدى بن جناّت، المديرة التنفيذية لمنظمة الدول العربية المصدّرة للطاقة (OMEC)، في مقابلة نُشرت اليوم الأربعاء 23 جويلية 2025 على موقع Energy Connects، أن تونس تسير بخطى ثابتة نحو تعزيز الربط الإقليمي للطاقة، مشيرة إلى أن البلاد تضع على رأس أولوياتها بناء شراكات استراتيجية مع دول الجوار ومع أوروبا في مجال الغاز، والهيدروجين، والطاقة المتجددة.
وقالت بن جناّت إن تونس تعتبر بوابة مهمة للطاقة الإفريقية باتجاه الضفة الشمالية للمتوسط، مشدّدة على أن الربط الطاقي العابر للحدود لم يعد خيارًا بل ضرورة ملحّة تفرضها تحوّلات السوق العالمية وأولويات الانتقال الطاقي العادل.
وأضافت أن التحوّل نحو الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية والريحية يشكل ركيزة أساسية في خطط تونس، التي تستهدف تقليص الاعتماد على الطاقات التقليدية الملوثة، وتحقيق نسبة إدماج متقدمة للطاقة المتجددة في الشبكة الوطنية.
كما أشارت إلى أهمية تطوير البنية التحتية للطاقة، خاصة على مستوى الربط الكهربائي بين تونس وليبيا والجزائر من جهة، وبين تونس وإيطاليا من جهة أخرى عبر مشروع الكابل الكهربائي البحري (ELMED)، الذي دخل مرحلة متقدمة من التنفيذ بتمويل أوروبي.
واعتبرت بن جناّت أن تونس “تملك من الموقع الجغرافي والبنية التنظيمية ما يؤهلها لأن تكون محورًا حيويًا في منظومة الطاقة الإقليمية، خاصة في الربط بين أسواق شمال إفريقيا، والشرق الأوسط، وأوروبا”، مؤكدة أن منظمة OMEC تدعم هذه الجهود عبر توفير منصات حوار وتنسيق بين الدول الأعضاء.
الاستثمار في القدرات البشرية
وشددت المسؤولة على أن التحول الطاقي لا يقتصر على التكنولوجيا فقط، بل يتطلب استثمارًا في العنصر البشري وتحديث التشريعات لجذب الاستثمارات الخضراء. كما دعت إلى بناء شراكات ثلاثية بين القطاع العام، والقطاع الخاص، والمنظمات الإقليمية لتحقيق الأهداف المنشودة.
