يبدو أنّ خريجي التعليم العالي هم الفئة الأكثر استفادة من برنامج الشركات الأهلية الذي أطلقته وزارة التشغيل والتكوين المهني في إطار مقاربة تنموية جديدة تهدف إلى إحياء روح المبادرة الجماعية في مختلف الجهات.
فبحسب الأرقام التي قدّمها وزير التشغيل والتكوين المهني رياض شود خلال جلسة برلمانية مشتركة، يشارك اليوم أكثر من 15 ألف شخص في هذا البرنامج، من بينهم 2.400 من حاملي الشهادات العليا، ما يجعل هذه الفئة تمثّل أكبر نسبة من المنتفعين المباشرين.
ويرى متابعون أن هذا المعطى يعكس توجّه الدولة نحو استيعاب البطالة المتفشية في صفوف الجامعيين، خاصة في الجهات الداخلية، عبر خلق مؤسسات تشاركية تتيح لهؤلاء فرصة الاستثمار الجماعي بدل انتظار الانتداب العمومي.
ويشارك إلى جانب الجامعيين 174 شخصًا من ذوي الإعاقة وعدد من الشباب غير الحاملين لشهادات عليا، ما يمنح المشروع طابعًا إدماجيًا متنوعًا.
وقد سمح البرنامج، إلى حدود أكتوبر 2025، بإحداث 230 شركة أهلية، منها 60 دخلت طور النشاط الفعلي، مما أتاح 380 موطن شغل مباشر، فيما تتصدر ولاية باجة قائمة الجهات في عدد المؤسسات المحدثة تليها سيدي بوزيد وقفصة وصفاقس.
وأكد الوزير أنّ سنة 2026 ستشهد بعث 400 شركة جديدة وتعزيز الحوكمة والتكوين ضمن خطة تهدف إلى جعل الشركات الأهلية قاطرة للتشغيل والتنمية المحلية المستدامة.
