سلّط موقع «إنسايد أوفر» الإيطالي الضوء على تحركات روسية لإنشاء قاعدة عسكرية جوية في معطن السارة جنوب ليبيا، موضحا أن القاعدة قد تصبح مركزا رئيسيا لعمليات فيلق أفريقيا الروسي.
وقال الكاتب ماورو إنديليكاتو إن روسيا تتطلع للاستفادة من موقع معطن السارة الاستراتيجي بالقرب من الحدود مع تشاد والسودان، وتهدف إلى تعزيز نفوذها في منطقة الساحل الأفريقي على حساب فرنسا.
أعمال بناء في معطن السارة
أوضح إنديليكاتو أن صور أقمار صناعية، حصلت عليها وكالات استخبارات غربية خلال الأشهر الماضية، أظهرت أعمال بناء مكثفة في منطقة معطن السارة النائية، وهي عبارة عن واحة صغيرة في منطقة الكُفرة محاطة بطرق صحراوية، ويصعب الوصول إليها برا.
لكن ما يمنح هذه المنطقة أهمية استراتيجية كبيرة هو وجود قاعدة عسكرية ليبية قديمة بها، تضم العديد من المستودعات القادرة على استيعاب عدد من الطائرات، بالإضافة إلى ما لا يقل عن ثلاثة مدارج هبوط.
وأضاف أن روسيا بعد أن فقدت نفوذها في سورية، تعمل على إعادة التموضع في البحر الأبيض المتوسط من خلال استغلال علاقاتها مع دولة أخرى محورية في المنطقة.
أهمية ليبيا الاستراتيجية لروسيا
بحسب تقرير الموقع، تدرك روسيا، التي تربطها علاقة وثيقة بحفتر منذ تسع سنوات، أهمية مثل هذا الموقع، وتحاول تعويض القواعد التي فقدتها في سورية عبر قاعدة معطن السارة جنوب ليبيا.
وقد استخدم العقيد الليبي الراحل معمر القذافي هذه القاعدة خلال الحرب مع تشاد، لكنها أصبحت مهجورة منذ 2011، ولم تشهد أي عمليات ترميم منذ ذلك الحين.
انتشار روسي في دول الساحل الأفريقي
بيّن الكاتب أن القوات الروسية تنتشر في دول عدة بمنطقة الساحل الأفريقي، من جمهورية أفريقيا الوسطى إلى مالي، مرورا بالنيجر وبوركينا فاسو، ووصولا إلى السودان.
وحسب ماورو إنديليكاتو، قد تبدأ قاعدة معطن السارة قريبا في استقبال المعدات الروسية القادمة من سورية، لتصبح المركز الرئيسي لقوات فيلق أفريقيا.
وكشف الكاتب أن الولايات المتحدة وحلف الشمال الأطلسي «ناتو» لا ينظران بعين الرضا إلى النشاط الروسي في هذه المنطقة جنوب ليبيا، على الرغم من التقارب الأخير بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين.