أعلن جمال الدين بن جابر، المندوب الجهوي للسياحة في ولاية قبلي، عن النتائج الإيجابية لقطاع السياحة في الجهة، مؤكّدًا أن قبلي تحتل المرتبة الأولى على مستوى تونس من حيث عدد الجولات المعتمدة في صحراء البلاد، مع تسجيل زيادة ملحوظة في حركة السياح وتحسن المؤشرات الأساسية للنشاط الفندقي وفق ما نقل عنه موقع “تُوربروم” (Tourprom.ru)، وهو موقع روسي متخصص في أخبار السياحة والسفر.
و تحت عنوان ” “في تونس، السياح يقومون برحلات حج إلى الصحراء” نقل الموقع بيانات المندوبية، التي اكدت انه حتى نهاية سبتمبر 2025 اعتماد أكثر من 1820 جولة سياحية في الصحراء، ما يعكس الإقبال الكبير على هذا النوع من السياحة. كما سجلت الجهة زيادة في عدد الزوار وإجمالي الليالي السياحية، حيث استقبلت قبلي أكثر من 118 ألف سائح قضوا في المنطقة أكثر من 128 ألف ليلة، فيما بلغ معدل إشغال الفنادق 21%، مؤشراً على تعافي النشاط الفندقي بعد فترة من التراجع.
وأشار بن جابر إلى أن قبلي توفر فرصًا فريدة للمسافرين لاكتشاف جمال وعظمة الصحراء، مؤكدًا استمرار الديناميكية الإيجابية وتوقع مزيد من النمو في القطاع. وأوضح أن السياح الروس يبدون اهتمامًا متزايدًا بالجولات الصحراوية، مستقطعين بجمال الكثبان الرملية الواسعة وزيارة الواحات والتعرف على ثقافة البربر.
تنظيم الجولات الصحراوية: متطلبات وضمانات
تعد جولات الصحراء في تونس، مثل رحلات السفاري الصحراوية، من التجارب الفريدة التي تتطلب تنظيمًا دقيقًا لضمان راحة وأمان السياح. تشمل متطلبات تنظيم هذه الجولات:
- التراخيص والتأمين: يجب على منظمي الرحلات الحصول على تراخيص رسمية وتأمينات لضمان سلامة الزوار وتعويضهم في حال وقوع حوادث.
- وسائل النقل: تشمل السيارات الرباعية الدفع، الدراجات الرباعية، الجمال، وحتى البالونات الهوائية، حسب المسار ومدة الرحلة وتفضيلات السياح.
- الإقامة: تتراوح بين مخيمات تقليدية مجهزة ومرافق فندقية في الواحات، مع توفير جميع مستلزمات الراحة.
- الطعام: يشمل أطباقًا تونسية تقليدية مثل الكسكسي والطاجين والبريك، مع توفير المياه والمشروبات دائمًا لتجنب الجفاف.
- المرشدون السياحيون: يرافق الرحلات خبراء يعرفون التضاريس وعادات المنطقة ، ويضمنون السلامة ويقدمون معلومات عن البيئة الصحراوية.
- السلامة: يتم وضع خطط للطوارئ، ومتابعة حالة الطقس والصحة، مع إمكانية تقديم الإسعافات الأولية عند الحاجة.
تكلفة الجولات ومساراتها الشهيرة
تتراوح تكلفة الجولات الصحراوية حسب مدتها ونوع الإقامة ووسيلة النقل، حيث يبدأ سعر جولة يومية من 50 إلى 150 دولارًا للشخص، بينما يمكن أن تصل الجولات متعددة الأيام مع الإقامة في المخيمات أو الفنادق إلى 200–500 دولار للشخص.
تشمل أبرز الوجهات السياحية في الصحراء التونسية:
- دوز: بوابة الصحراء مع رحلات على الجمال وأسواق تقليدية وكثبان رملية ساحرة.
- توزر: أكبر واحة معروفة بالنخيل والمعالم التراثية، وقربها من بحيرة الشط الجريد وواحات جبال الشبيكة وتامرزة وميداس.
- شط الجريد: أكبر بحيرة ملحية في الصحراء، مشهورة بالظواهر الضوئية الخلابة عند الغروب.
- قصر غيلان: واحة جنوبية مع مياه صالحة للسباحة وقلاع رومانية قديمة.
- مطماطة: قرية بربرية مشهورة بمساكنها تحت الأرض، والمشاهد السينمائية من فيلم «حرب النجوم».
كما كانت صحراء تونس موقعًا لتصوير عدد من الأفلام العالمية، بما في ذلك سلسلة «حرب النجوم» وفيلم «المريض الإنجليزي» و«إنديانا جونز: البحث عن الفقدان». وتتيح بعض الجولات زيارة هذه المواقع مع سرد تاريخ صناعة السينما في الصحراء.
تعد الجولات الصحراوية في تونس فرصة فريدة للتعرف على ثقافة اهل الصحراء والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الساحرة، وتجربة روح المغامرة، وتبقى تجربة لا تُنسى للسياح من جميع أنحاء العالم.
