حقّقت تونس إنجازًا غير مسبوق في قطاع السياحة، بعدما استقبلت لأوّل مرة في تاريخها أكثر من 11 مليون سائح خلال سنة واحدة، في ما اعتبرته السلطات التونسية اختراقًا حقيقيًا أعاد الحيوية إلى أحد أهم قطاعات الاقتصاد الوطني.
ونقل موقع «توربروم» الروسي (Tourprom) أنّ وزير السياحة التونسي سفيان تقية صرّح بأن هذه النتائج تمثّل «تعافيًا حقيقيًا للقطاع السياحي»، رغم استمرار التحديات العالمية والإقليمية. وأوضح الوزير أنّ هذا النجاح يعود إلى استراتيجية جديدة توازن بين حجم التدفقات السياحية وجودة الخدمات المقدّمة للزوار.
التحوّل الرقمي يعزّز جاذبية تونس
بحسب المصدر ذاته، تعمل تونس على توظيف الرقمنة والذكاء الاصطناعي لتعزيز جاذبية وجهاتها السياحية، من خلال حملات ترويج رقمية متطورة وتحسين تجربة السائح. وقد حصدت هذه الحملات ملايين المشاهدات على الإنترنت، ما ساهم في استقطاب علامات سياحية دولية كبرى.
وأشار «توربروم» إلى أنّ تونس عزّزت موقعها على خريطة السياحة العالمية، حيث تصدّرت قائمة الوجهات المفضّلة للسياح الصينيين، كما تستعد لتكون عاصمة السياحة العربية سنة 2027، في خطوة تراها وزارة السياحة طبيعية ضمن مسار التحوّل نحو «عاصمة سياحية عالمية».
أزمة السياح الروس مستمرة
ورغم هذه النجاحات، يظلّ تدفّق السياح الروس إلى تونس محدودًا. وذكّر الموقع الروسي بأن نقص الرحلات الجوية المباشرة ما زال العائق الرئيسي أمام عودة السوق الروسية بقوة.
ونقل «توربروم» عن نجي غيدر، ممثل الديوان الوطني التونسي للسياحة في روسيا ورابطة الدول المستقلة، قوله إن تونس استقبلت أقل من 20 ألف سائح روسي في 2024، مقارنةً بنحو 650 ألف سائح سنة 2019. وأكد أنّ الطلب على الوجهة التونسية ما يزال مرتفعًا لدى السياح الروس، لكن المشكلة الأساسية تكمن في ضعف الربط الجوي.
وجهة جذابة رغم الصعوبات
وأوضح نجي غيدر أنّ تونس تمتلك العديد من عناصر الجذب، من بينها الشواطئ، والتنوّع الثقافي، والأسعار المعقولة، وجودة الخدمات الفندقية، إضافة إلى عدم اشتراط التأشيرة للسياح الروس وقصر مدة الرحلة الجوية التي لا تتجاوز أربع ساعات.
غير أنّ المصدر خلص إلى أنّ العودة الجماعية للسياح الروس ستبقى رهينة إيجاد حلول عملية لأزمة الرحلات الجوية، رغم المؤشرات الإيجابية التي يشهدها القطاع السياحي التونسي عمومًا.
