أثار فيديو نشره المواطن عصام بن مراد، يوثّق نفوق دلفين على شاطئ حمّام الأنف وتحول لون مياه البحر إلى البني، جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مخاوف متزايدة من التدهور البيئي الذي تشهده المنطقة.
وفي مداخلة إذاعية عبر برنامج “صباح الورد” على إذاعة الجوهرة أف أم، اليوم الإثنين، اعتبر بن مراد أن ما حدث “نتيجة مباشرة لحالة الإهمال والتلوّث المتفاقم” الذي يشهده الشاطئ، رغم بعض التحسّن الذي سُجّل في فترات سابقة عقب زيارات رسمية لرئيس الجمهورية إلى الجهة.
وأكد أن الدلفين النافق لم تظهر عليه آثار إصابات أو جروح خارجية، ما يعزّز فرضية نفوقه بسبب التلوّث الكيميائي والبيولوجي، مشيرًا إلى أن السباحة في مياه حمّام الأنف أصبحت شبه مستحيلة نظرًا للوضع البيئي المتدهور.
حسب خبراء بيئيين، فإن نفوق الدلافين قد يرتبط بعدة أسباب أبرزها:
- تلوّث المياه نتيجة تصريف مياه الصرف الصحي غير المعالجة،
- تراكم النفايات والبلاستيك،
- وجود مواد سامة ومعادن ثقيلة في البحر،
- اضطراب في النظام العصبي للدلافين نتيجة التلوّث الصوتي أو الكيميائي.
ويحذر علماء الأحياء البحرية من أن استمرار هذه الممارسات قد يؤدي إلى خلل بيئي كبير وانقراض تدريجي لبعض الكائنات البحرية الحساسة، وعلى رأسها الدلافين.
بلدية عاجزة ومسؤولية مشتركة
وشدّد المواطن عصام بن مراد على أن “بلدية المكان تعمل بموارد ضعيفة وغير قادرة على مجابهة الكارثة البيئية بمفردها”، مضيفًا أن “قنوات الصرف لا تزال تصبّ مباشرة في البحر على طول الشريط الساحلي دون حسيب أو رقيب”.
ودعا في ختام مداخلته إلى ضرورة تسريع إنجاز محطات معالجة المياه العادمة، التي كان من المفترض أن تنطلق منذ سنتين، وتفعيل الرقابة البيئية، بالإضافة إلى نشر الوعي المجتمعي بضرورة حماية المحيط الساحلي من التلوث والنفايات.

