قالت صحيفة Nice-Matin في عددها الصادر اليوم أن شركة الطيران التونسية نوفال آر تواجه جدلًا قانونيًا متصاعدًا بعد أن كشفت مصادر صحفية عن فتح إجراءات قضائية في فرنسا وتونس تتعلق بشبهات فساد مالي وإداري داخل إدارة الشركة.
وأفاد المبلّغ عن الفساد الفرنسي، الذي تقدم بالشكاوى بمساعدة المحامي المعروف ويليام بوردون، بأن مجموعة محدودة من المساهمين تتحكم في القرارات الإستراتيجية للشركة، بينما يشارك بعض الشركاء الأوروبيين في صفقات مالية مشبوهة، تشمل تضخيم فواتير وصرف عمولات غير قانونية في عمليات الصيانة والخدمات التشغيلية.
ولم تصدر إدارة نوفال آر أي بيان رسمي حول هذه الشكاوى، مكتفية بالإشارة إلى تعاونها مع السلطات الفرنسية، في حين اقتصرت وزارة النقل التونسية على التوضيح أن الشركة خاصة ولا تخضع بالكامل للرقابة الإدارية حسب الصحيفة الفرنسية .
وتأتي هذه القضية في وقت تواجه فيه نوفال آر تحديات مالية وثقة متراجعة من بعض الشركاء الأوروبيين، حيث يشير الخبراء إلى أن استمرار المشاكل القانونية والمالية قد يهدّد مستقبل الشركة إذا لم تتخذ خطوات إصلاحية وشفافة بشكل عاجل. وخلصت Nice-Matin إلى أن القضايا القانونية التي تواجه نوفال آر تكشف عن ممارسات داخلية مثيرة للجدل، وتضع الشركة أمام اختبار حقيقي للشفافية أمام القضاء الفرنسي والتونسي.
ولا يعرف ما اذا كان اثارة هذه القضية في هذا الوقت من قبل صحيفة نيس ماتان الفرنسية يعد بريئا ام انه على علاقة بحادثة المطار الأسبوع الماضي ووسيلة للضغط على الناقلة التونسية.
وأصدر أمس المكتب الفرنسي للتحقيق والتحليل في سلامة الطيران المدني (BEA) أمس تقريره الأولي بشأن الحادث الجوي الخطير الذي شهدته مدارج مطار نيس الفرنسي، والذي كان بطلاه طائرتان من نوع “إيرباص A320-214″، الأولى تابعة لشركة “نوفال إير” التونسية، والثانية لشركة “إيزي جِت” البريطانية.
وأوضح التقرير أن طاقم “نوفال إير” كان قد تلقى ترخيصًا للهبوط على المدرج 04L، غير أنه اصطفّ بالخطأ على المدرج الموازي 04R، وواصل الهبوط حتى اللحظات الأخيرة قبل أن يقوم بمناورة تفادي طارئة (Go-Around) لتجنّب وضعية كانت تُنذر بخطر كبير.
وبيّن التقرير أن الطاقم التونسي اتبع في محاولته الأولى للهبوط الإجراء الليلي الخاص بمطار نيس، والذي يتضمن منعطفًا أخيرًا إلى اليمين على ارتفاع 2000 قدم قبل المتابعة بصريًا نحو المدرج، وهي مقاربة مصمّمة لتقليص الضجيج فوق الأحياء السكنية بمدينة “أنْتيب”. غير أن هذا الإجراء يشترط وضوحًا بصريًا لا يقل عن 10 كيلومترات، وهي ظروف لم تكن متوفّرة حينها بسبب العواصف وسوء الرؤية والرياح العرضية.
وطرح التقرير عدة تساؤلات تتعلق بسلامة الإجراءات: كيف لطواقم مدرّبة وذات خبرة أن تصطف على مدرج خاطئ؟ هل لعبت الإرهاق أو الأحوال الجوية أو ضغط المهام دورًا في هذا الخطأ؟ كما أشار إلى دور المراقبة الجوية في برج نيس، متسائلًا ما إذا كان المراقبون قد لاحظوا الانحراف مبكرًا ولماذا لم يصدروا تنبيهات فورية.
ولفت التقرير أيضًا إلى غياب نظام مراقبة الاقتراب (APM) في مطار نيس، وهو نظام يتيح للمراقبين اكتشاف أي انحراف عن مسار الهبوط في الوقت الحقيقي بغضّ النظر عن الظروف الجوية، خصوصًا وأن الاقترابات نحو هذا المطار تُعدّ من بين الأصعب في أوروبا، وبعض مدارجه مثل 22R و22L مخصّصة فقط لقادة الطائرات.
كما دعا التقرير إلى إعادة النظر في بعض الإجراءات الميدانية، من بينها إلزام الطواقم بإجراء فحص بصري على جانبي المدرج قبل الاصطفاف للانطلاق، وهي خطوة بسيطة لكنها قد تكون كفيلة بتفادي سيناريوهات خطيرة مثل هذا الحادث.
وختم المكتب الفرنسي (BEA) بالإشارة إلى أن تقريره النهائي سيقدّم إجابات مفصلة وتوصيات عملية لتعزيز السلامة ومنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلًا، مشيدًا في الوقت نفسه باحترافية طاقم “نوفال إير” الذي نجح في تدارك الموقف في الوقت المناسب، وبتنفيذ مناورة دقيقة جنّبت الطائرتين كارثة محتملة في أجواء نيس.
*** والطيران الجديد تونس هي شركة الطيران التونسية التي تعمل من مركز في مطار الحبيب بورقيبة الدولي بالمنستير . كما أن لديها قواعد في مطار تونس قرطاج ومطار جربة جرجيس . تأسست في عام 1989 تحت اسم طيران الحرية تونس، يقوم الناقل برحلات نحو 25 وجهة. وهذا يشمل أربع وجهات للعطل في تونس، وكذلك مدناً في أوروبا والشرق الأوسط. ويتكون أسطول الشركة من 11 طائرة إيرباص A320-200.

