شنّ رئيس الحكومة السابق هشام المشيشي، المقيم حاليًا في فرنسا، هجومًا لاذعًا على جزء من المعارضة التونسية، متهمًا بعض الناشطين السياسيين بـ”تبني منطق سياسي معطوب” يخدم مصالح الرئيس قيس سعيّد بشكل غير مباشر.
وفي تدوينة مطوّلة نشرها اليوم، اعتبر المشيشي أنّ هناك فئة من المعارضة تتعامل مع شخصيات سياسية من “العشرية السابقة” وكأن بروزهم في صفوف المقاومة يشكّل خدمة لقيس سعيّد، لأن الشعب، بحسب وصفه، سينفر منهم ويبحث عن الحماية لدى السلطة. وأضاف أن هذا المنطق لا يختلف جوهريًا عن دعاية المطبّلين للنظام، ويؤدي إلى تبرئة المسؤولين عن الانقلاب على الدستور وتحطيم المؤسسات، وتحميل الفشل الاقتصادي والاجتماعي لأسماء سياسية بعينها.
واتهم المشيشي أيضًا بعض المعارضين بـ”احتكار صكوك المعارضة”، حيث يوزّعون شهادات الكفاءة والأحقية في مقاومة الانقلاب، محدّدين من يحق له النشاط ومن يجب أن يظل في الخلف. واعتبر أن هذا السلوك يضعف الجبهة المعارضة ويحوّلها إلى صراع أناني على الشرعية الرمزية بدل مواجهة الانقلاب بوضوح.
وأشار المشيشي إلى أن هذا الموقف يعكس ما وصفه بـ”متلازمة ستوكهولم السياسية”، حيث يصبح بعض المعارضين مفتونين بمن قمعهم، عاجزين عن تحميله المسؤولية، ويبحثون عن شماعة جاهزة لتبرير الانهيار السياسي والاقتصادي.
واختتم المشيشي حديثه بالتأكيد على أن مقاومة الانقلاب يجب أن تكون واضحة وغير مشروطة، وأن لا سلطان على العمل المعارض سوى ضمائر الناشطين، داعيًا إلى تجاوز الحسابات الشخصية والاصطفافات الانتقائية من أجل الدفاع عن الديمقراطية وإعادة بناء المؤسسات.
